تستضيف الإمارات منتدى عالمياً يجمع آلاف الشخصيات من القطاعين العام والخاص، لتطوير دور الحكومات، وتفاعلها مع المواطنين عبر الاستفادة من التكنولوجيا والخدمات الذكية. وتأتي المبادرة بعد ان رسخت الإمارات مفهوم «القمة الحكومية» كمنتدى سنوي تستضيفه دبي، للاستفادة من خبرات ثبت نجاحها في القطاع الخاص مثل الطيران والفنادق والمصارف، لتحقيق «الريادة في تقديم الخدمات الحكومية والوصول من خلالها الى إسعاد الأفراد»، وفق ما أكد وزير شؤون مجلس الوزراء في حكومة الإمارات، رئيس اللجنة المنظمة للقمة الحكومية محمد القرقاوي. وتنطلق القمة التي ستبحث عدداً من المحاور المهمة في الفترة ما بين 10 إلى 12 شباط (فبراير) المقبل، بعد جلسات مكثفة عقدها نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس الوزراء وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مع الوزراء وكبار المسؤولين لاستعراض آلاف الأفكار التي أرسلها المواطنون والمقيمون في الإمارات، لتطور الخدمات المقدمة لهم. وتضع القمة سبل تطوير التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية على رأس الأولويات، باعتبارها من أكثر القطاعات ارتباطاً بالمواطنين ومن الأمور المهمة التي تمس حياتهم. وأكد القرقاوي أن القمة التي يُتوقع أن يحضرها 3500 شخصية من قيادات القطاع الحكومي والخاص وعدد من المنظمات الدولية الرئيسة، اعتمدت أجندة غنية بالمواضيع الحيوية تتمحور في مجملها على الريادة في الخدمات الحكومية، تتلاءم مع توجهات المرحلة المقبلة، خصوصاً في ما يتعلق بالخدمات المقدمة للمواطنين. وقال «اختارت اللجنة المنظمة للقمة باقة متناغمة من المواضيع في سلسلة من الجلسات الحوارية والتفاعلية المباشرة وغير التقليدية، التي يجمع بين متحدثيها عدد من القيادات وكبار الشخصيات والوزراء والمسؤولين الحكوميين والمديرين التنفيذيين من القطاع الخاص، ونخبة من الخبراء والمفكرين من مختلف دول العالم، للتمكن من إيجاد صيغ تطوير مناسبة في مجال الخدمات الحكومية، ونقل الخبرات والمعرفة إلى كل الدول المشاركة. وشدد القرقاوي على أهمية الاستفادة من الزخم الكبير والصدى الإيجابي الذي أحدثته الدورة الأولى في عام 2013 الماضي، والبناء على ذلك لترسيخ مكانة القمة الحكومية منتدى عالمياً حكومياً لأفضل الممارسات، وملتقى سنوياً لتبادل الخبرات، وتجمعاً معرفياً دولياً لمناقشة أفضل السياسات، وآخر التطورات في مجال رفاهية الشعوب عموماً وتقدمها وخيرها، وشعب دولة الإمارات بشكل خاص، لينعم المجتمع بمستوى ونوعية حياة جديدة أكثر جودة. وتناقش القمة ضمن جلساتها، الخدمات في المدن العالمية والرؤى المستقبلية لتقديمها في عدد من المدن الرائدة مع تحديد أهم الأهداف لتحقيقها وكيفية مواجهة التحديات والتغلب عليها، كما تستعرض سمات مدن المستقبل الذكية. وتستأثر المواصلات والتنقل الذكي وتحديد معالم مدن المستقبل باهتمام القمة، حيث خصصت جلسة لمناقشة موضوع تأثير التنقل الذكي في جودة الحياة وتقديم الخدمات والقدرة التنافسية والإنتاجية للمدن، وذلك من خلال تسليط الضوء على أحدث التوجهات والابتكارات في مجال البنية التحتية الذكية وأثرها في التنقل. وفي مجال مواكبة العصر المعرفي لخدمات التعليم المستقبلية تستعرض القمة أهم التوجهات العالمية في استخدام التكنولوجيا لتطوير التعليم، بالإضافة إلى تحديد أهم الفرص والتحديات التي تواجه التعلم الذكي ليتماشى مع متطلبات العصر، مع التأكيد على أن التقدم في مجال التكنولوجيا والتنافس المتزايد على فرص العمل أديا إلى إبراز أهمية بناء اقتصاد قائم على المعرفة، ما وضع التعليم على أولوية جداول أعمال الحكومات في كل أنحاء العالم. ويحظى القطاع الصحي بأهمية خاصة على قائمة أجندة القمة الحكومية التي تناقش آليات توفير خدمات صحية فعالة، ومستقبل هذه الخدمات في ظل التقدم التكنولوجي وما يوفره من فرص للاستفادة من البيانات والمعلومات ومعرفة الحاجات المستقبلية لتوفير خدمات صحية أفضل.