فتح اللقاء الذي عقد بين رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية اللبنانية وليد جنبلاط ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال زيارة الأخير لبنان الباب أمام معاودة الحوار بين جنبلاط وطهران بعدما افترقا على خلفية الاختلاف بينهما حيال ما يجري في سورية ولبنان. وجاء اللقاء الذي عقد ليل أول من أمس بين السفير الإيراني غضنفر ركن آبادي وجنبلاط في حضور نائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي للشؤون العربية والدولية دريد ياغي استكمالاً للحوار الذي بدأ بين جنبلاط وظريف في ضوء المواقف الإيجابية التي صدرت عنه، سواء لجهة تأييده قيام حكومة وحدة وطنية في لبنان، أو لجهة استعداد طهران لإقامة علاقات طيبة مع الدول العربية وخصوصاً المملكة العربية السعودية. وفي معلومات خاصة ب «الحياة»، فإن الموقف الأخير لزعيم تيار «المستقبل»، الرئيس سعد الحريري، وفيه أن اللبنانيين وأبناء الطائفة السنية منهم، يرفضون أن يكونوا جزءاً من أي حرب في لبنان أو المنطقة بين «حزب الله» وتنظيم «القاعدة» كما يرفضون أن يصبح المدنيون في أي منطقة من لبنان هدفاً لهذه الحرب المجنونة، كان موضع تقويم إيجابي بين جنبلاط وآبادي باعتباره صدر عن قيادي سياسي مسؤول في رده على تهديدات «جبهة النصرة». وتوافق الطرفان كما تقول المعلومات على ضرورة الإفادة من موقف الحريري وأن يؤسس عليه لمنع الفتنة السنية - الشيعية وتداعياتها على مجمل الوضع في لبنان. وتؤكد المعلومات أن الحوار بين الجانبين من موقع الاختلاف حيال ما تشهده سورية، لم يمنعهما من الوقوف أمام مشاورات تأليف حكومة جامعة في لبنان لما لها من تأثير إيجابي يفترض أن يوظف في مواجهة التطرف والإرهاب. ومع أن آبادي اعتبر أن تشكيل الحكومة شأن داخلي، فإنه في المقابل اكد دعمه للجهود الرامية لتهيئة الأجواء أمام ولادة الحكومة الجامعة. ويأتي لقاء جنبلاط - آبادي مواكباً للتطورات على المستويين الإقليمي والدولي والمتعلقة ببدء الحوار الأميركي - الإيراني حول الملف النووي الذي دفع لقيام حوار بين إيران ودول الاتحاد الأوروبي. ويعتبر جنبلاط أن الانفتاح هذه المرة على طهران ينطلق من التأثير المباشر للأخيرة على أوضاع المنطقة لما لها من دور سواء دعيت لحضور مؤتمر جنيف - 2 أم لم تدع. ويؤكد - بحسب المعلومات - أنه يمكن الإفادة من التحول في الموقف الإيراني وتوظيفه في تضافر الجهود لتهدئة الوضع في لبنان الذي يواجه استحقاقات أبرزها تشكيل الحكومة وانتخاب رئيس جمهورية جديد خلفاً للرئيس ميشال سليمان الذي تنتهي ولايته في 25 أيار (مايو) المقبل. كما يعتبر أن لا مانع من حواره مع طهران التي تبدي انفتاحاً على الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية وتظهر نيتها في إعادة تطبيع علاقاتها بدول الخليج العربي وعلى رأسها السعودية، ويرى أن إيران قادرة على لعب دور إيجابي لتسهيل مهمة تأليف الحكمة وأنه من غير الجائز الغرق في التفاصيل.