في أول ردّ فعل شبه رسمي، على ما تداولته وسائل اعلامية اسرائيلية نقلاً عن وسائل إعلام أجنبية، أن سلاح الجو الإسرائيلي قصف، ليلة الأحد - الإثنين، قاعدة عسكرية سورية في منطقة ميناء اللاذقية. حرّكت اسرائيل جهات مقرّبة لها للتلميح بأنها نفّذت هجوماً على مواقع أسلحة في سورية، ضمن موقفها الحاسم بان الاسلحة السورية تهدد ملايين الاسرائيليين ونقلها الى لبنان يشكل خطا احمر، لن تسمح به اسرائيل. وفي حين نفت شبكة أخبار اللاذقية الموالية للنظام السوري، على صفحتها في الفيسبوك، نبأ الهجوم، وكتبت أن هناك تقارير تتحدث منذ الساعة العاشرة والنصف من مساء الأحد، عن هجوم اسرائيلي. رفضت اسرائيل، هذه المرة ايضاً، الإعلان المباشر عن قيام سلاح جوّها بتنفيذ العملية. وعلى الصعيد الرسمي لم تؤكد إسرائيل أو تنفِ قيامها بعملية القصف. ومع ذلك شدّدت وسائل الاعلام الاسرائيلية أن إسرائيل سبق وهدّدت بعدم السماح بنقل أسلحة متطورة من سورية إلى حزب الله، خاصة تلك التي يمكنها تشكيل خطر على طلعات سلاح الجو في الأجواء اللبنانية، وتحسين قدرات حزب الله على إصابة السفن البحرية والجبهة الداخلية الاسرائيلية. وتطرقت وسائل الإعلام أيضاً إلى ما سبق ونُشر عن أن إسرائيل هاجمت قوافل حاولت نقل اسلحة إلى حزب الله، بينها صواريخ بحرية من طراز "ياخونت" وصواريخ مضادة للطائرات من طراز SA-17، وقذائف ايرانية من طراز الفاتح 110. وعلّق الخبير العسكري، اليكس فيشمان، حول الموضوع بالقول "لا حاجة لانتظار معرفة ما إذا كان سلاح الجو الاسرائيلي قام بقصف مخازن الأسلحة في ميناء اللاذقية". وأضاف: "خلال يوم أو يومين سنتلقى تقارير عن ذلك من إحدى وسائل الاعلام المركزية في الولاياتالمتحدة. فالحكاية تكرر ذاتها، في كل مرّة يبدأ الأمر بنشر أخبار عن قيام سلاح الجو بطلعات مكثفة في الأجواء اللبنانية، ثم تليه أخبار حول قصف منشآت عسكرية سورية، وينتهي الأمر بتسريب مباشر من البنتاغون يوضّح تماماً مَن الذي نفّذ الهجوم ولماذا قصف، وكم وكيف". وأوضح فيشمان، التنسيق الاسرائيلي الاميركي في مثل هذه الضربات، وكتب متهكماً: "اسرائيل تبلّغ الولاياتالمتحدة بالتزامن مع تنفيذ الهجوم، وهذا التبليغ يظهر في الملخص اليومي لعمل البنتاغون، ثم يتم تحويله الى جهات العمل بشكل واسع، وعندها ننتظر التسريب المتعمّد للتقرير إلى وسائل الاعلام الاميركية". ونقل فيشمان تهديد قيادته بقوله الصريح:"الايرانيون والروس يحوّلون أسلحة إلى سورية كما لو أنه لم يُفرَض الحظر عليها ولا توجد حرب أهلية، ويتم تسريب بعض هذه الأسلحة الى لبنان. وأضاف: "لا يوجد اليوم فرق بين الأسلحة التي تصل الى سورية وتلك التي تصل إلى حزب الله، وفي مثل هذه الحالة فإنه حتى إذا لم يقصف سلاح الجو في سورية أمس، فإنه سيفعل ذلك غداً". وتابع فيشمان، بلغة العسكريين الاسرائيليين المعتادين على الترويج للقدرات العسكرية والدفاعية للجيش الاسرائيلي، قائلاً: "صمت اسرائيل يحافظ ويخدم صورتها الرادعة، وللسوريين ليس هناك ما يفاخرون به. وهذه المرة، أيضا، يمكن لتقارير المعارضة السورية عن الهجوم، الذي حدث أو لم يحدث، ان تكون جزءاً من المواد. فمرة أخرى تتكرر حكاية هجوم الأشباح الجوية، من دون وجود أي تحذير مسبق أو أي أثر يتركه رادار، فقدرة سلاح الجو عبر الوسائل القتالية والتكنولوجية، على القيام بعملية جراحية هادئة من هذا النوع، لم تعد سراً، ويمكن الافتراض بأن الخبراء السوريين والايرانيين يحاولون تحليل هذه القدرات، من دون أي نجاح. كما أن أهداف القصف في ميناء اللاذقية معقولة جداً، فهناك تقع مخازن أسلحة الجيش السوري بمحاذاة الميناء المركزي الذي تمر عبره الأسلحة العسكرية السورية والإيرانية الى سورية، وقسم منها إلى لبنان. وقبل عدة أشهر تم التبليغ عن قصف اسرائيلي للمخازن التي احتوت صواريخ مضادة للطائرات "اس. ايه 8". ويفصل فيشمان الأهداف المفضلة لإسرائيل وهي صواريخ "ام 600"، وسكاد بي وقذائف 302 ملمتر، والصواريخ والقذائف ذات الاصابة الدقيقة وطويلة المدى. ويكتب في استعراضه لهذه الاسلحة قائلا: "بين عشرات آلاف الصواريخ الموجودة في مستودعات حزب الله، اليوم، هناك مئات القذائف والصواريخ طويلة المدى وذات القدرة الكبيرة على إصابة الاهداف، وهي تهدّد مناطق استراتيجية في وسط البلاد. وحسب منشورات اجنبية فقد قصف سلاح الجو الاسرائيلية في حينه مخازن في منطقة مطار دمشق ضمت صواريخ فتح 110، التي تعتبر دقيقة الإصابة وتحمل رؤوسا متفجرة بوزن نصف طن، وشبكة الطائرات من دون طيار، التي زعم أن سورية تحوّلها إلى لبنان، وتشكّل، أيضا، تهديداً لاسرائيل، حسب ما قال.