عبرت محافل في تل أبيب عن غضبها لتسريب واشنطن تقريرا يؤكد قصف إسرائيل لللاذقية. وقالت محافل رفيعة المستوى بغضب ان «تصريحات كهذه لا تقوينا». واوضح المصدر العسكري الإسرائيلي الكبير: «على مدى اسبوع كانت ملابسات الهجوم مغلفة بالغموض. الى أن سربت محافل أمريكية رسمية لشبكة «سي.ان.ان» ان اسرائيل هي التي تقف خلف قصف مخازن السلاح في منطقة اللاذقية الجمعة الماضية. وتابع نفس المصدر بغضب: «لقد حصلت المراسلة القديمة باربرة ستار، التي تغطي أخبار البنتاغون لشبكة الاخبار الامريكية، من مصادرها على معلومة بأن هجوما وقع فجر يوم الجمعة، الخامس من يوليو». وقال المصدر العسكري الإسرائيلي هذه ليست المرة الاولى التي تكون فيها مصادر امريكية بالذات هي التي تؤكد بان اسرائيل هي التي تقف ظاهرا خلف قصف قوافل ومخازن سلاح في سوريا. قبل شهرين، وبعد بضع ساعات من قصف المخازن التي اخفيت فيها صواريخ «فاتح 110» الايرانية في منطقة دمشق، سارع موظفون امريكيون الى الاشارة الى اسرائيل كمسؤولة عنه. وأجبر التسريب الاسد على أن يرد ويهدد بفتح جبهة ضد اسرائيل في هضبة الجولان. أما اسرائيل فقد طلبت في حينه من الادارة الامريكية بالكشف عن المسؤول عن التسريب، فاعتذر الامريكيون عنه وادعوا أن هذا يعود الى موظفين صغار. واضاف: «أما أمس فقد حافظوا في تل أبيب على صمت صاخب، ولكن مصادر رفيعة المستوى غاضبة من أن الامريكيين مرة اخرى لم ينسقوا التسريب مسبقا. في اسرائيل ثمة من يعتقدون ان التسريب يرمي الى منع هجمات اضافية على مخزونات السلاح في سوريا». وقالت المحافل انه «لشدة الاسف لا يوجد تحكم في واشنطن بكل ما يجري. مثل هذه التصريحات لا تقوينا». وقال المحلل العسكري الإسرائيلي في يديعوت اليكس فيشمان تحت عنوان «أسرار وصواريخ» ربما يكون الموظفون الامريكيون الذين سربوا نبأ ضرب مخازن الصواريخ في اللاذقية للضغط على اسرائيل بسبب نجاح تجربتها لمحرك صاروخ بالستي قد تستعمله لضرب ايران. ولفت الى انه بعد الهجوم على القاعدة العسكرية شمالي اللاذقية، نجح الامريكيون في ضبط أنفسهم اسبوعا، وأشاروا أمس مرة اخرى الى اسرائيل أنها المسؤولة عن الهجوم على مخازن السلاح التي كانت تحتوي كما يبدو على صواريخ ساحل بحر من طراز يخونت. أما الاسد الآن فهو في معضلة، فحينما يُصر الامريكيون على ان اسرائيل هي الفاعلة فماذا يفترض ان يفعل: هل يضبط نفسه ويُظهر الضعف؟ لا يحسن ان تراهن اسرائيل على هذا. وفي ذات السياق, تقول معلومات مؤكدة ان غواصة اسرائيلية «دولفين» هي التي أطلقت صاروخا من عرض البحر على مخزن للصواريخ «ياخونت» أرض- بحر الروسية التي وصلت سوريا قبل عدة أشهر. وهذه هي المرة الأولى التي ينفذ فيها سلاح البحرية الاسرائيلي عمليات عسكرية في سوريا منذ بداية الحرب الداخلية في سوريا، وأطلقت هذه الغواصة صاروخا واحدا أصاب مخزن الصواريخ القريب من ميناء اللاذقية السوري، ونفذت اسرائيل هذه العملية بعد التشاور مع الولاياتالمتحدة.