يبدو أن صراع الصدراة بات «محكوماً» عليه بالاستمرار على وضعه بفارق 6 نقاط، بين المتصدر النصر ووصيفه الهلال، إذ واصل الغريمان ملاحقة بعضهما البعض أمس (السبت) من دون أي تغييرات في الفارق النقطي في ما بينهما، فبعد أن نجح الهلال عصراً في تجاوز مضيفه الرائد بهدف من دون رد جاء قبل تسع دقائق من نهاية المباراة، أربك النصر أعصاب جماهيره بعدما نجح ضيفه العروبة في إحراز هدف السبق، وظل النصر متأخراً إلى أن انتفض وقلب الطاولة وحقق الفوز. النصر استمر في صدارة الترتيب ب51 نقطة وبفارق ست نقاط عن الهلال الذي يحتل المركز الثاني ب45 نقطة. بدأ النصر المواجهة في شكل قوي، وبحث عن هدف باكر يعطيه مزيداً من الثقة والطمأنينة في المباراة قبل أن يباغته العروبة بهدف بواسطة الأردني عبدالله ذيب الذي وجد نفسه مواجهاً للحارس عبدالله العنزي الذي لم يفلح في منع تقدم الضيوف (8). انتفض بعد ذلك أصحاب الأرض محاولين العودة إلى المباراة، إلا أن الضغط العالي والتشتت الذهني إضافة إلى التسرع كان لها الأثر الأكبر في هجمات الفريق الأصفر الذي لم يفلح في إضافة أي هدف في شوط المباراة الأول بعدما تفنن لاعبوه في إضاعة الفرص السهلة، ليتمكن أبناء الجوف من الخروج متقدمين في الجزء الأول من المباراة بهدف من دون رد، في الوقت الذي رفعت ثلاث بطاقات صفراء للاعبيه «عبده بسيسي وفواز فلاتة وعبدالله ذيب». ودخل النصر شوط المباراة الثاني، وبدأ في محاصرة الضيوف آملاً بخطف هدف يعيده إلى المباراة، وكاد يتحقق له ذلك بعد أن تقدم الجزائري مراد دلهوم إلى كرة ثابتة على مشارف منطقة الجزاء العرباوية، إلا أنها أخطأت الشباك (49)، ليعود المحترف البرازيلي إلتون بعد دقيقتين ويعيد النصر إلى المباراة بتسجيله هدف التعادل، بعد أن نجح في تحويل كرة عوض خميس العرضية إلى يسار الحارس عبده بسيسي (51). وواصل أصحاب الأرض مسلسل الضغط المستمر وسط دفاع مستميت من فريق العروبة، وعاد إلتون مجدداً ووضع فريقه في المقدم مستغلاً الارتباك الكبير في دفاعات العروبة داخل منطقة الجزاء ليسددها في أقصى الزاوية اليمنى لحارس العروبة (59) ليجري بعدها مباشرةً مدرب النصر تبديله الأول بدخول عبده عطيف بديلاً عن محمد نور. وكاد البحريني محمد حسين يضيف هدفاً ثالثاً، وذلك بعد أن ارتقى لعرضية حسين عبدالغني، إلا أن الكرة ذهبت بعيداً من المرمى، وأنقذ حارس النصر عبدالله العنزي في الدقيقة ال65 فريقه من فرصة محققة للتسجيل، وذلك بعدما أرسل المصري إبراهيم صلاح كرة قوية تصدى لها على دفعتين. وشهدت الدقائق الثلاث الإضافية إثارة كبيرة، وذلك بعد أن لامست الكرة يد لاعب النصر مراد دلهوم داخل منطقة الجزاء، ولم يحتسب حكم المباراة على إثرها ركلة جزاء للعروبة. وفي بريدة، استطاع المدافع الهلالي سلطان الدعيع فك الشيفرة وفهم الطلاسم وحل العقد الدفاعية التي أحكمها مدرب الرائد نورالدين زكري، ففعل ما عجز عنه زملاؤه المهاجمون طيلة الدقائق الثمانين، مسجلاً هدف المباراة الوحيد من كرة عرضية داخل منطقة الجزاء غمزها بيساره لتستقر داخل الشباك الرائدية. ولأن البطولة لم تحسم بعد، ماتزال كتيبة الجابر تطارد المتصدر من جولة لأخرى وكل فريق يأمل بتعثر الآخر، ولهذا كان واضحاً على لاعبي الهلال الارتباك في بداية اللقاء وكثرة التمريرات المقطوعة، وخصوصاً في المناطق الخلفية بين محور الارتكاز والمدافعين، وكاد ياسر الشهراني يكلف فريقه الكثير بعدما مرر كرة في شكل عشوائي داخل منطقة الجزاء لتجد المهاجم الرائدي فهد الجهني الذي سددها بقوة أبدع الحارس الهلالي حسن شيعان في إبعادها عن المرمى لتعود مرة أخرى إلى الجهني الذي سددها في المرمى لكن ديغاو كان في المكان المناسب فأنقذ فريقه من هدف محقق. هذه الفرصة منحت الأفضلية لأصحاب الأرض فانتشروا داخل الملعب في شكل مميز في ظل غياب الفاعلية الهجومية من الشمراني والسالم، شوط أول لم يكن مقنعاً لمدربي الفريقين ولا للجماهير الغفيرة التي توافدت إلى ملعب المباراة منذ ساعات باكرة، لينتهي سلبياً كما بدأ. وشهد شوط المباراة الثاني صحوة هلالية، وتراجع أصحاب الأرض إلى مناطقهم الخلفية للحفاظ على شباكهم، وجاءت الفعالية الهجومية بعد دخول العابد، إلا أن الجابر اضطر إلى تغيير كريري بعد تعرضه لإصابة بالغة من مدافع الرائد مندومو، ليحل بديلاً عنه الإكوادوري كاستلو، تلك الأفضلية الهلالية في الاستحواذ على الكرة والوصول إلى المناطق الأمامية لم تشكل خطراً على مرمى أصحاب الأرض إلا بعد دخول البرازيلي نيفيز قبل 20 دقيقة من نهاية المباراة، لتزيد الخطورة مع نزوله بصناعته العديد من الفرص الهجومية الخطرة، تألق كعادته حارس الرائد أحمد الكسار في الذود عن مرماه. قابل ذلك الجزائري زكري بتغيير هجومي لمحاولة خطف هدف من طريق الارتداد السريع الذي يجيده المهاجم ماهر هوساي، وبالفعل كاد أن يفتتح التسجيل، لكنه تسرع أمام المرمى، وفي الدقائق ال10 الأخيرة أبى الهلال أن يخسر نقاط المباراة، وانتفض فحاصر لاعبوه مرمى أصحاب الأرض حتى تمكن المتخصص نيفيز من لعب كرة ثابتة داخل منطقة الجزاء تكفل المدافع سلطان الدعيع بإيداعها في شباك الرائد بعدما غابت فاعلية زملائه المهاجمين. أشعل الهدف المباراة وأجبر لاعبي الرائد على التخلي عن أسلوبهم الدفاعي والبحث عن هدف التعديل، وكاد أن يضيف الهلال هدف التعزيز في أكثر من مناسبة إلا أن اللمسة الأخيرة لم تكن حاضرة أمام المرمى، والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة كاد لاعب الرائد فيصل درويش أن يقتل فرحة الهلاليين غير أن العارضة تكفلت في إبعاد تسديدته إلى خارج المرمى.