لوّح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بتفعيل البرنامج النووي لبلاده، بما في ذلك نشاطات تخصيب اليورانيوم، كما كانت في السابق، إذا لم تلتزم الدول الغربية تعهداتها لإيران، بموجب الاتفاق المرحلي الأول في جنيف. وكان ظريف يتحدث امام أعضاء مجلس الشوري (البرلمان) الإيراني، في جلسة غير علنية أمس، شرح فيها مستجدات المفاوضات التي انتهت في فيينا الأسبوع الماضي، من دون إبرام اتفاق نهائي يطوي أزمة البرنامج النووي الإيراني. ومدد الجانبان المفاوضات مجدداً إلى نهاية حزيران (يونيو) 2015 على أن يحسما خلال الأشهر الثلاثة المقبلة الإطار الأساس للاتفاق. وقال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى جواد كريمي قدوسي، إن ظريف سيمثُل اليوم أمام المجلس في جلسة علنية، للإجابة عن 7 اسئلة قدمها مئة نائب (عدد النواب 290) تتعلق بمسيرة المفاوضات من جنيف العام الماضي حتى جولة فيينا هذا الشهر. والأسئلة تتعلق ب «عدم رعاية (الوفد المفاوض) حقوق الشعب الايراني النووية»، و «التمادي في احترام الجانب الأميركي في المفاوضات رغم أنه لم يتمتع باللياقات والسلوك الديبلوماسي، واتسم بالغطرسة والتكبر». كما تتناول الأسئلة النيابية الأسباب التي دفعت ظريف إلى «عدم التصرف بثورية تستند إلي دماء الشهداء في التعاطي مع الغطرسة الأميركية». عضو اللجنة الرئاسية في مجلس الشوري حسين سبحاني نيا، قال ان ظريف قدّم تقريراً في شأن القضايا التي نوقشت خلال مفاوضات فيينا وتتعلق بمنشأة فوردو التي تعمل لتخصيب اليورانيوم ومنشأة آراك التي تعمل لإنتاج الماء الثقيل، وعدد أجهزة الطرد المركزي. وأشار إلي ان اعضاء المجلس أعربوا عن دعمهم استمرار المفاوضات «ما دامت تسير في إطار الخطوط الحمر»، لكن النائب جواد كريمي قدوسي رأي ان التقرير الذي قدمه ظريف «لا يخدم اعضاء المجلس، ولم يتطرق الي تفاصيل المفاوضات، بل اكتفى بالقضايا الشكلية والأطر العامة». وعلي رغم دعم مرشد الجمهورية الاسلامية في إيران علي خامنئي تمديد المفاوضات، تطالب الأوساط المتشددة بوقفها ومواصلة تنفيذ البرنامج النووي الإيراني. واعتبر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان علاء الدين بروجردي ان سقف المطالب الأميركية التي طرحت في اجتماع مسقط قبل جولة فيينا، هو الذي حال دون حصول اتفاق، داعياً الجانبين الصيني والروسي الي لعب دور فاعل في المفاوضات المقبلة. وتحدث عن ضغوط إقليمية وأخرى إسرائيلية «أدت الى عدم حصول اتفاق».