تابع الأصوليون في إيران، حملتهم على المفاوضات مع الدول الست المعنية بملفها النووي، إذ استدعوا وزير الخارجية محمد جواد ظريف لمساءلته، متحدثين عن شروط أميركية أعادت المحادثات إلى «النقطة صفر». وقال النائب إبراهيم كارخانه، رئيس لجنة الطاقة النووية في مجلس الشورى (البرلمان)، إن الولاياتالمتحدة اقترحت خلال المفاوضات «السماح بتفتيش غير محدد ومفاجئ لكل المنشآت النووية (الإيرانية) ولاحقاً العسكرية»، و «إغلاقاً طويل الأمد لمنشأة آراك بحجة إعادة تصميمها، إضافة إلى الاكتفاء بأجهزة للطرد المركزي من الجيل الأول في البحوث». واعتبر أن واشنطن «أعادت المفاوضات النووية إلى النقطة صفر». ووقّع مئة نائب عريضة لمساءلة ظريف عن المفاوضات النووية، لكن الأمر أُرجئ إلى الأسبوع المقبل بسبب توجّهه إلى فيينا للمشاركة في المرحلة الأخيرة من المفاوضات مع الدول الست، لمحاولة إبرام اتفاق بحلول الأحد المقبل. وأفاد النائب جواد كريمي قدوسي بأن العريضة تضم 7 أسئلة، بينها سبب «تجاهل الحقوق النووية للشعب الإيراني في اتفاق جنيف» المبرم ببن الجانبين في تشرين الثاني (نوفمبر) 2013، واستنكار امتناع ظريف عن التصدي ل «إساءات المسؤولين الأميركيين والسلوك الاستعلائي غير الديبلوماسي للمسؤولين الغربيين»، وحضه على «التقليل من تفاؤله إزاء المسؤولين الغربيين والأميركيين المخادعين وغير الجديرين بالثقة». لكن الوزير الإيراني أبلغ النواب المشككين بأن «الوفد المفاوض لن يتنازل عن حقوق الشعب في الملف النووي، وتوصيات قائد الثورة» المرشد علي خامنئي، في إشارة إلى «خطوط حمر» حددها للوفد. إلى ذلك، سخر منصور حقيقت بور، نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، من «الخلافات والحرب الخادعة بين الكونغرس والرئيس الأميركي (باراك أوباما) في قضية المفاوضات مع إيران». واعتبر أن «هذه القضايا دليل على فوضى وضعف في أميركا»، مضيفاً: «ليس معلوماً مَن يتخذ القرار النهائي في أميركا». وتابع: «إذا كان الرئيس الأميركي لا يملك الصلاحية أو الكفاءة، ليتنحَ ويسمح لنا بالتفاوض مع الكونغرس، وإذا كان الكونغرس تحت هيمنة الصهاينة، فهذه قضية أخرى». في غضون ذلك، اعتبر رئيس اللجنة علاء الدين بروجردي، أن فتوى أصدرها خامنئي تحرّم صنع سلاح نووي، «هي أقوى من معاهدة حظر انتشار السلاح الذري». وأكد أن طهران «لن تقبل رفعاً جزئياً للعقوبات الغربية الظالمة المفروضة عليها، في أي توافق خلال المفاوضات»، معتبراً أن «مبالغة أميركا في مطالبها جعلت أفق المفاوضات النووية غير واضح». ولفت إلى أن «الغربيين اقترحوا خلال اليومين الماضيين تمديد فترة المفاوضات وإتاحة مجال أكثر للتفاوض بين الطرفين».