اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن وفد بلاده إلى المفاوضات مع الدول الست المعنية بملفها النووي، واجه «كل القوى الإقليمية والدولية». أتى ذلك بعد اتفاق إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) في فيينا السبت، على تمديد المفاوضات 4 أشهر حتى 24 تشرين الثاني (نوفمبر) لإبرام اتفاق نهائي يطوي الملف النووي، إذ انتهت أمس المهلة التي حدّدها اتفاق جنيف الذي أبرمه الجانبان في 24 تشرين الثاني الماضي. وقال روحاني لدى لقائه أساتذة جامعيين: «واجبي أن أشكر أبناء الثورة الذين هم من خريجي الجامعات ودافعوا 17 يوماً بوصفهم فريقاً مقتدراً وبكل قوة، عن الحقوق النووية الإيرانية، لا فقط أمام الدول الست، بل أمام كل القوى الإقليمية وغير الإقليمية». وأشار إلى أن «مساندة الشعب الوفد الإيراني المفاوض، من شأنها أن تجعله يمضي في طريقه بكل عزم وتصميم»، معرباً عن «ارتياحه لقبول عبء مسؤولية المفاوضات التي يدعمها ويوجّهها قائد الثورة (المرشد علي خامنئي) الذي يثق في شكل كامل بهذا الوفد». أما رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علاء الدين بروجردي فأعلن أن بلاده أبلغت الولاياتالمتحدة أن عدم التوصل إلى اتفاق شامل مع الدول الست، سيجعل طهران تعاود تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة وتدشّن أجهزة طرد مركزي جديدة وتفتتح مفاعل آراك الذي يعمل بماء ثقيل. واعتبر أن تمديد المفاوضات «يشير إلى إرادة سياسية لدى الطرفين للتوصل إلى اتفاق شامل»، مستدركاً أن «هذه المسألة لا تشكّل أي ضمانة لإبرام اتفاق، بل إن أي اتفاق يجب أن يكون في مسار الاهتمام بالحقوق النووية الإيرانية». وتابع: «ما طرحه مفاوضونا يشكّل الحد الأدنى من مطالبنا، وعلى الأميركيين أخذها في الاعتبار». وكانت إيران والدول الست أعلنت السبت تمديد المفاوضات إلى 24 تشرين الثاني. ووَرَدَ في بيان مشترك أصدره وزيرا الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والأوروبية كاثرين آشتون: «على رغم تحقيق تقدّم ملموس في مجالات، ما زالت هناك خلافات كبرى في شأن مسائل أساسية». وأشار وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى أن مسألة احتفاظ طهران بقدراتها على تخصيب اليورانيوم هي «ذات أهمية حاسمة للاتفاق النهائي برمته». وأضاف: «الأفضل عدم التوصل إلى اتفاق، بدل التوصل إلى اتفاق سيء. والطريقة الواقعية للتوصل إلى اتفاق جيد لتحقيق أهدافنا، تستلزم مزيداً من الوقت». أما نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير فنبّه إلى أن «الأشهر القليلة حتى تشرين الثاني قد تكون آخر وأفضل فرصة منذ وقت طويل، لإنهاء النزاع النووي سلماً»، معتبراً أن «على إيران أن تظهر استعدادها لتبديد كل الشكوك حول الطابع السلمي لبرنامجها النووي». في المقابل، قال وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي يوفال شتاينتز إن الدولة العبرية «ليست متحمسة لتمديد» المفاوضات، مستدركاً أن «ذلك خير من التوصل لاتفاق سيء أو ناقص». وتابع: «لا نرى أي تقدم ملموس في موقف إيران ولا أي استعداد حقيقي من جانبها للتنازل في ما يتعلق بمسائل جوهرية، وهي تخصيب اليورانيوم وأجهزة الطرد المركزي».