أربكت تصريحات أدلى بها الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف حول «الرؤية المختلفة» لدى طهران إزاء اتفاق جنيف الذي أبرمته مع الدول الست المعنية بملفها النووي، وإصرارها على أنه لا يتضمّن «تفكيك» أجزاء من برنامجها الذري، البيت الأبيض وجدّدت مخاوف من احتمال انهيار الاتفاق. وقال روحاني لشبكة «سي أن أن» إن البرنامج النووي لبلاده هو «جزء من كرامتنا الوطنية»، لافتاً إلى تمتعها ب «براعة كبيرة جداً في ما يتعلق بصنع أجهزة طرد مركزي» تُستخدم في تخصيب اليورانيوم. وأكد أن طهران لن تدمّر أجهزة طرد «في أي ظرف»، معتبراً أن لبلاده «رؤية مختلفة عن واشنطن، لبنود اتفاق جنيف». وتابع: «لن نقبل أي قيود، في إطار البحوث وتطوير تكنولوجيا نووية سلمية». وخلال لقائه ممثلي وسائل إعلام دولية، على هامش منتدى دافوس الاقتصادي العالمي في سويسرا، ذكّر روحاني ب «قضايا ومشكلات كثيرة» تعتري العلاقات الإيرانية – الأميركية، معتبراً أن «المواقف الأخيرة» للأميركيين في شأن الملف النووي الإيراني «كانت متناقضة، إذ قدّموا انطباعاً لا يمكن قبوله إزاء اتفاق جنيف»، ومعرباً عن أمله بأن «تدخل أميركا في شكل جدي، في المرحلة المقبلة من المفاوضات». أما ظريف فاتهم إدارة الرئيس باراك أوباما ب «إحداث انطباع خاطئ» حول اتفاق جنيف، مضيفاً: «يحاول البيت الأبيض تصوير الأمر وكأنه ببساطة تفكيك للبرنامج النووي الإيراني، ويستخدم هذه الكلمة مراراً وتكراراً». واستدرك في حديث ل «سي أن أن»: «إذا قرأنا النص الحقيقي للاتفاق، لن نجد كلمة واحدة مشابهة فيه. لن نفكّك أي جهاز طرد مركزي أو أي جهاز آخر، وإذا وجدتم كلمة واحدة تشبه التفكيك، أو ربما يمكن وصفها بالتفكيك، في النص بكامله، أسحب تصريحي. أوقفنا إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة تفوق 5 في المئة. تصوُّر البيت الأبيض حول الاتفاق يزيد من التزامات إيران ويقلّل من أهمية ما جرى التوافق حوله». وعلى رغم أن كلام روحاني وظريف أربك الإدارة الأميركية، خصوصاً في مواجهة خصومها، قال الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني إن واشنطن كانت تدرك أن الإيرانيين سيحاولون «تحوير» الاتفاق لمصلحتهم، لأسباب سياسية داخلية، مضيفاً: «المسألة تتعلق بما يفعلونه، لا ما يقولونه». وتابع أن مسألة «تفكيك» أجزاء من البرنامج النووي الإيراني، أكثر أهمية بالنسبة إلى المفاوضات حول الاتفاق الشامل الذي تسعى إيران والدول الست إلى إبرامه بعد انتهاء مدة تنفيذ الاتفاق المرحلي. وتخشى إدارة أوباما أن يستغل أعضاء في الكونغرس تصريحات روحاني وظريف للمضي في محاولتهم تشديد العقوبات على طهران، إذ رأى السناتور الجمهوري مارك كيرك «وجوب إزالة 15 ألف جهاز طرد مركزي، لمنع قنبلة إيرانية». في فيينا، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، أن مجلس محافظي الوكالة تبنّى اتفاق جنيف بالإجماع، مشيراً إلى انه أبدى «دعماً كاملاً» له. وكان أمانو افتتح اجتماعاً استثنائياً لمجلس محافظي الوكالة، داعياً الدول الأعضاء إلى تأمين مبلغ 5.5 ملايين يورو، لتتمكّن الوكالة من تنفيذ مهمتها في الإشراف على تنفيذ الاتفاق. وأشار إلى أن 10 دول تعهدت تقديم دعم مالي، معرباً عن ثقته بأن الوكالة ستجمع المبلغ المطلوب.