ناقشت الإعلامية نادين البدير في برنامجها «اتجاهات» على قناة «روتانا خليجية» ملف «الإخوان المسلمين» الذي شغل الرأي العام العربي، لاسيما بعد سقوطهم في مصر، وما يترتب على انتشارهم في دول الخليج من تداعيات. وتناولت الحلقة التي استضافت مدير تحرير صحيفة «الحياة» سعود الريّس، والكاتب والباحث المصري الدكتور أكرم خميس، والباحث والمتخصص في العلوم الشرعية عبدالله فراج الشريف، كيفية تعامل السعوديين وأهل الخليج مع «تنظيم الإخوان». وقال الريّس: «الإخوان هم من أسقطوا حكمهم بأيديهم قبل أن يسقطهم الشعب المصري، وهذا الأمر نتيجة افتقار الإخوان إلى مشروع سياسي، فباتت مسألة سقطوهم متوافرة مع أنهم سقطوا سياسياً، إلا أن الإخوان سيظلوا موجودين كفكر». فيما أكد الباحث الإسلامي عبدالله فراج الشريف أن الأفكار لا تموت، وتعود إلى الحياة بتقدم العهود، وأن «الإخوان» يعيدون ترتيب الأوراق، فأفكار «الإخوان» ليست من الإسلام، إذ إنه من المتعارف عليه أن تعدد البيعات في الدولة الإسلامية هي فتنة. وأكد على نظريته الدكتور أكرم خميس، إذ قال: «الإخوان يعانون الآن حال انكشاف دعوي وسياسي بعد أن حوّلوا الشعب الواحد في مصر إلى شعبين متناحرين». وأضاف الشريف: «لكن للأسف فإن الإعلام العربي لم يتحدث حتى الآن بالطريقة التي تكشف حقيقة الإخوان للغرب كجماعة أهدرت دم المصريين». ورداً على تساؤل نادين حول مواجهة «الإخوان» مع الشعوب، قال الريّس: «من يواجه الإخوان اليوم ليس الحكومات، بل الشعوب التي تصدت لهم بعد أن ظهرت حقيقة استغلالهم لها. من هذا المنطلق إذا أراد الإخوان متابعة اندماجهم في المجتمع المصري والاستمرارية فيه، فعليهم أن يخضعوا إلى مراجعة شاملة وترميم فكرهم السياسي». وأكد عبدالله الشريف أن «الإخوان» شوكة في جنب مصر، يحركها الغرب دوماً لتنفيذ مصالحه فيها وفي كل المنطقة العربية. وذكر الريّس أن السقوط الدرامي ل«الإخوان» استفز الكثيرين، فصاروا يصرحون بحقيقة انتمائهم لهذا التنظيم من دون وعي منهم لعواقب الأمور، ومع هذا اصطدم «الإخوان» بفكر سلفي في السعودية ما أنهكهم كثيراً، مشبهاً غالب إخوان السعودية ب«الكومبارس»، إذ لا يستطيعون تحريك السياسات، «وضع الإخوان في الخليج لم يعد يساعدهم في القيام بأي عمل تخريبي، وما حدث في الإمارات دليل على ذلك». وأضاف: «تتعامل السعودية مع الإخوان ضمن اتباع سياسة ناعمة تقيّدهم وتحاصرهم ولا تسمح لهم المضي قدماً بفكرهم بعد الآن. لا يملك الإخوان مشروعاً وطنياً، إذ يعتبرون أنفسهم تنظيماً دولياً، فماذا لديهم ليقاتلوا لأجله في الخليج؟». وأوضح أكرم خميس، أنه «ليس لدى الإخوان إطار تنظيمي ولا مرشد عام داخل السعودية». وعن الحضور الإعلامي ل«الإخوان»، قال سعود الريس: «أعتقد أن وزير التربية والتعليم السابق استطاع تطهير الوزارة من الإخوان ومروجي فكرهم بالمؤسسة الإعلامية». كما أكد عبدالله فراج الشريف نظرية خطورة حضور «الإخوان» في المجتمعات، «لا نرى حتى الآن فكراً يحاول مقاومة فكر الإخوان، فهم لا يزالون يتحدثون صراحة عبر الإعلام، وهنا لا يمكن التهوين بأمر الإخوان، لأنهم مشكلة في مجتمعنا تركناهم يعملون في بلادنا، وها هم يجندون أبناءنا ضدنا».