كشفت مصادر فلسطينية موثوقة ل «الحياة» أن العاهل الأردني عبد الله الثاني هدد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو بقطع العلاقات الديبلوماسية مع إسرائيل في حال استمرت الاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك في القدسالمحتلة، وان الرئيس محمود عباس نوه ب «شجاعة» رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك) يورام كوهين. وقالت إن الملك عبد الله الثاني هدد خلال لقاء ثلاثي جمعه مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري ومع نتانياهو في 13 الشهر الجاري «بإغلاق سفارة الأردن في إسرائيل وسحب السفير». وأوضحت المصادر أن نتانياهو تعهد خلال اللقاء الحفاظ على الأوضاع على ما هي عليه (ستاتيكو) في القدس، ومنع دخول المتشددين اليهود من أعضاء الكنيست والمستوطنين الى الحرم القدسي، لكنه شن هجوماً قاسياً على الرئيس عباس، واتهمه بالتحريض على العنف، وحمَّله المسؤولية عما يجري في القدس، ما دفع كوهين إلى الدفاع عن عباس قائلاً إنه «غير معني بالإرهاب، ولا يدعم الإرهاب بشكل علني أو خفي»، خلافاً لمواقف نتانياهو ووزير خارجيته أفيغدور ليبرمان. وكانت الإذاعة الإسرائيلية نقلت عن كوهين قوله خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن البرلمانية الإسرائيلية في 18 من الشهر الجاري، إن «هناك أشخاصاً في صفوف السكان الفلسطينيين قد يفسرون تصريحاته (عباس) وكأنها تضفي صبغة الشرعية على العنف»، مؤكداً أمام أعضاء اللجنة أن مقتل الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير على يد يهود «كان الحادث الحاسم الذي أدى إلى نشوب هذه الفوضى والمعارك شرقي القدس في الأشهر الأخيرة». وأضاف كوهين أن «سلسلة الأحداث حول المسجد الأقصى، ومن ضمنها دخول أعضاء الكنيست إلى باحته، واقتراحات في الكنيست لتغيير الوضع والعلاقة بين المتدينين اليهود والعلمانيين، كل ذلك أدى إلى تفاقم الوضع في القرى شرقي القدس. ودعا كوهين الى «الحفاظ على التروي وشجع الحوار والنقاش في هذا الموضوع». وشدد على أن «اليهود ليسوا بحاجة للذهاب إلى المسجد الأقصى في هذا التوقيت، وذلك بسبب ردود الفعل السلبية التي تثيرها هذه الخطوة في الجانب الفلسطيني». واعتبر أن «البعد الديني لهذا الصراع أمر خطير، فعواقبه تطاول الفلسطينيين والمسلمين في العالم كله. علينا القيام بكل ما في وسعنا لتهدئة الأوضاع». وقالت المصادر إن عباس وصف تصريحات كوهين ب «الشجاعة»، مضيفة أن الرئيس حذر كيري من مغبة انزلاق الأوضاع الى حرب دينية خطيرة جداً في المنطقة على خلفية الاعتداءات على القدس والمسجد الأقصى. ولفتت إلى إن كوهين أبلغ قيادياً بارزاً في حركة «فتح» يشغل منصباً رفيعاً في السلطة الفلسطينية أنه يرى أن «وضع ستاتيكو في القدس يعني إبقاء الحال على ما هي عليه عشية احتلالها في الخامس من حزيران (يونيو) عام 1967».