بدت الأسواق متردّدة أمس إزاء استمرار تراجع أسعار النفط، بعد يوم على قرار منظمة «أوبك» عدم خفض سقف إنتاجها، لكن الآثار المستقبلية لهذا التراجع لا تزال غير واضحة (للمزيد). وتسبب هبوط أسعار النفط الخام في ضياع عشرات البلايين من الدولارات من قيمة شركات النفط، في ظل أجواء ذعر في أسواق المال. وفي أحدث تسجيل، بلغ سعر برميل «برنت» في نيويورك 69.29 دولار، بتراجع 4.40 دولار عن سعر الإغلاق الرسمي الأخير ليل الأربعاء إذ كانت السوق مغلقة في عطلة «عيد الشكر» أول من أمس. وكانت الأسواق الأوروبية والآسيوية سجلت تراجعات أمس أدت إلى تدهور أسهم شركات الطاقة، بالتالي أبرز مؤشرات الأسهم. وقال وزير النفط الكويتي علي العمير إن قرار «أوبك» إبقاء سقف الإنتاج من دون تغيير على رغم العرض الفائض، كان بسبب مخاوف المنظمة من فقدان حصتها في الأسواق. وإذ رجّح محلّلو «ساكسو بنك» أن تواصل أسعار النفط انخفاضها قبل أن ترتفع قليلاً، قال خبراء في مجموعة «سي أم - سي آي سي سيكيوريتيز» أن تراجع الأسعار سيستمر في الأشهر المقبلة ما سيخلّف انعكاسات كبيرة على الاقتصاد العالمي. وتراجعت عملات بلدان مصدّرة للنفط، خصوصاً الروبل الروسي، إلى مستويات قياسية إزاء الدولار واليورو. وواصل اليورو تراجعه في مقابل الدولار، في مبادلات ظلّ حجمها محدوداً جداً في غياب الزبائن الأميركيين. ويرتفع الدولار عادة حين تهتزّ الأسواق باعتباره عملة متدنّية الفائدة، بالتالي آمنة وغير عرضة لخضّات. وتسبّب هبوط أسعار النفط الخام في ضياع عشرات البلايين من الدولارات من قيمة شركات النفط في أسواق المال، في مؤشر إلى أن القطاع لم يعد في نظر المستثمرين ملاذاً آمناً. وفقد قطاع النفط في أوروبا 33 بليون دولار من قيمته في السوق، بعد خسائر فاقت 67 بليوناً أول من أمس.