سقط قتيل واحد على الأقل وجُرح عشرات في اشتباكات عنيفة اندلعت بين أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي وقوات الشرطة في مناطق متفرقة من القاهرة ومحافظات عدة، في أول يوم جمعة بعد اقتراع المصريين على الدستور الجديد، ما أظهر مُضي جماعة «الإخوان المسلمين» في طريق المواجهة مع الحكم وعدم تأثرهم بنسبة المشاركة في التصويت على الاستفتاء التي يتوقع أن تربو عن 38 في المئة. وخرجت مسيرات ل «الإخوان» وحلفائهم من مساجد عدة في العاصمة وضواحيها والمحافظات، سمتها المشاركة بأعداد ليست كبيرة، لكنها متعددة قطعت شرايين القاهرة وعواصم المحافظات وأنهكت الشرطة في مواجهات متفرقة. وروى شهود عيان ل «الحياة» أن أنصار «الإخوان» استخدموا أسلحة خرطوش في مواجهاتهم مع الشرطة في أكثر من موقع خصوصاً في محافظة الإسكندرية. وتظاهر مئات الطلاب المؤيدين ل «الإخوان» قرب جامعة القاهرة وأمام المدينة الجامعية احتجاجاً على مقتل زميل لهم في مواجهات اندلعت بين الشرطة والطلاب أول من أمس، وحطم الطلاب لوحات إعلانية في منطقة بين السرايات في محيط الجامعة، ورشقوا قوات الشرطة التي احتشدت بكثافة قرب المدينة الجامعية بالحجارة وزجاجات حارقة. وردت الشرطة بإطلاق قنابل الغاز بكثافة على الطلاب لتفريقهم، ثم تحول محيط الجامعة إلى ساحة للكر والفر بين الطلاب والشرطة التي ألقت القبض على عشرات منهم بعد أن طاردتهم في الشوارع الجانبية، وسط سماع دوي إطلاق رصاص وطلقات خرطوش. وتكرر المشهد ذاته أمام مدينة جامعة الأزهر في حي مدينة نصر التي خرج منها مئات الطلاب ليقطعوا طريقاً رئيساً، قبل أن تتصدى لهم قوات الشرطة بقنابل الغاز. ورشق الطلاب الشرطة بزجاجات حارقة من داخل المدينة الجامعية، ثم اقتحمت الشرطة المدينة التي تحولت ساحة مواجهة عنيفة بين الطلاب والشرطة، وطاردت القوات الطلاب في بنايات المدينة الجامعية وألقت القبض على عدد منهم. وانتشر الغاز المسيل للدموع في أرجاء المدينة الجامعية. ووقعت اشتباكات بين أنصار «الإخوان» والشرطة في أحياء الألف مسكن والزيتون والأميرية وجسر السويس شرق القاهرة، وحلوان جنوبالقاهرة، وفي شارع الهرم والمنيب في الجيزة. وشهد حي المهندسين اشتباكات عنيفة بين «الإخوان» والشرطة. وأشعل المتظاهرون النيران في إطارات السيارات أعلى جسر أحمد عرابي، وتصدت لهم قوات الشرطة وأمطرتهم بوابل من قنابل الغاز قبل أن يتفرق المتظاهرون في ميدان أحمد عرابي وتدور اشتباكات وكر وفر بين «الإخوان» من جهة والشرطة وأهالي من جهة أخرى. كما وقعت اشتباكات عنيفة بين «الإخوان» والشرطة في حيي الدقي وإمبابة في الجيزة. وقالت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية إن متظاهرين مناصرين لمرسي «رفعوا أعلام تنظيم القاعدة في تظاهراتهم في الإسكندرية». وألقت الشرطة القبض على عدد من المتظاهرين بحوزتهم أسلحة نارية وذخيرة وأسلحة خرطوش وزجاجات حارقة. وجرت اشتباكات عنيفة بين «الإخوان» والشرطة في منطقة الساعة والمندرة شرق الإسكندرية وبرج العرب والعجمي غرب المدينة الساحلية. وقُتل شاب في اشتباكات اندلعت بين قوات الشرطة ومتظاهرين في مدينة الفيوم. وقالت الوكالة الرسمية إن «مشاركين في مسيرة في الفيوم أطلقوا الشماريخ والألعاب النارية وطلقات الخرطوش والحجارة على قوات الشرطة، ما اضطرها إلى إطلاق الغاز المسيل»، لكنها لم توضح سبب مقتل المتظاهر. وفي السويس، أطلقت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع لتفريق مسيرة لعناصر «الإخوان» الذين رشقوا الشرطة بالألعاب النارية. وقال شهود ل «الحياة» إن متظاهرين في السويس استخدموا أسلحة نارية وأسلحة خرطوش في تصديهم لقوات الشرطة. ووقعت اشتباكات مماثلة بين الشرطة و «الإخوان» في أسيوط والمنيا وبني سويف جنوب مصر، والبحيرة والشرقية في الدلتا. من جهة أخرى، أعلن الناطق باسم الجيش العقيد أحمد علي أن «قوات الجيش والشرطة دهمت قرى الكرامة في العريش والطويل والزهاينة في الشيخ زويد والحرية في رفح، وألقت القبض على واحد من العناصر التكفيرية يُدعى إسليم سعيد إسليم أبوشكيرب»، لافتاً إلى أنه «تم تدمير 23 موقعاً في الشيخ زويد ورفح كانت مستخدمة كقواعد انطلاق لتنفيذ عمليات إرهابية، كما تم حرق سيارات ودرجات بخارية يتم استخدامها في تنفيذ هجمات ضد قوات الجيش والشرطة في شمال سيناء». وأوضح أنه «تم تدمير 8 أنفاق في مدينة رفح وبضائع كانت معدة للتهريب عبرها إلى قطاع غزة». وقال مصدر عسكري ل «الحياة» إن قوات الجيش الثاني بالتعاون مع سلاح المهندسين العسكريين تمكنت منذ بدء عملياتها في سيناء من اكتشاف 1380 نفقاً وتدميرها، مشيراً إلى أن «جهوداً مكثفة تُبذل للقبض على القيادي الإرهابي شادي المنيعي الذي يعد الساعد الأيمن لأمير تنظيم التوحيد والجهاد في سيناء كمال علام الذي لقي حتفه خلال العمليات الأمنية». وأكد أن «معلومات الأجهزة الأمنية تؤكد وجود المنيعي في سيناء، وعدم تسلله إلى قطاع غزة حتى الآن».