ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن 17 شخصا قتلوا في اشتباكات بين قوات الأمن المصرية ومؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين يوم الجمعة في القاهرة وأربع مدن أخرى في أحد أكثر الأيام دموية منذ نحو ثلاثة أشهر ضمن موجة العنف السياسي في البلاد. وأضافت نقلا عن مصدر أمني في وزارة الداخلية أن عشرة من القتلى سقطوا في القاهرة بينما سقط ثلاثة في مدينة الفيومجنوب غربي العاصمة واثنان في مدينة الإسكندرية الساحلية وقتيل واحد في مدينة الإسماعيلية إحدى مدن قناةالسويس وآخر في المنيا في جنوب البلاد. وقال المصدر إن قوات الأمن القت القبض على 258 من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين خلال الاشتباكات. وأضاف "إجمالى مصابي الشرطة خلال تلك الأعمال وصل إلى 17 ضابطا وفردا ومجندا إضافة إلى إحراق سيارة نائب مأمور (قسم شرطة) العمرانية (بالجيزة) وسيارتين أخريين ببنى سويف (في جنوب مصر) فضلا عن إحراق مكتب مرور المندرة بمحافظة الإسكندرية." وفي وقت سابق قال أحمد كامل المستشار الإعلامى لوزارة الصحة للوكالة إن 57 شخصا أصيبوا. وينظم الإسلاميون المعارضون لعزل الرئيس محمد مرسي بقرار من الجيش في يوليو تموز مظاهرات شبه يومية حتى بعد أن أعلنت الحكومة المؤقتة جماعة الاخوان المسلمين جماعة إرهابية قبل أيام. وقالت وزارة الداخلية في بيان إن قوات الأمن تصدت "بحسم" لمسيرات أنصار الإخوان في محافظات القاهرة والجيزة والأسكندرية والفيوم والأسماعيلية و قنا. وأضاف البيان أن من ألقت الشرطة القبض عليهم كانت "بحوزتهم قنابل محلية الصنع وأسلحة نارية وخرطوش وأسلحة بيضاء وكميات كبيرة من زجاجات المولوتوف والألعاب النارية." وذكر شهود عيان في الإسكندرية الشرطة استخدمت في الاشتباكات قنابل الغاز المسيل للدموع بينما استخدم مؤيدو الإخوان الألعاب النارية والحجارة. وقال شهود عيان إن أصوات طلقات رصاص سمعت خلال الاشتباكات. وأشار مصدر طبي الى أن سبعة أشخاص أصيبوا بينهم خمسة بطلقات الخرطوش وسادس وهو طفل بطلق ناري في الظهر. وقال مدير مباحث الإسكندرية اللواء ناصر العبد إن أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين ألقوا زجاجات حارقة خلال مسيرة على مكتب مرور المندرة مما ادى لاشتعال النار به. وقال مدحت شكري وكيل وزارة الصحة في الفيوم التي تقع جنوب غربي القاهرة إن القتلى الثلاثة في المدينة قتلوا بطلقات نارية في الرأس والصدر والبطن. وأضاف أن 12 شخصا سقطوا مصابين خلال الاشتباكات بينهم أربعة في حالة خطيرة مشيرا إلى أن الإصابات نتجت عن طلقات نارية وطلقات خرطوش. وذكر شاهد عيان في اتصال هاتفي مع رويترز أن أصوات طلقات رصاص سمعت خلال الاشتباك. وقال شاهد عيان في الإسماعيلية إن قوات الأمن أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على مؤيدي الإخوان الذين رشقوها بالحجارة والألعاب النارية. وذكرت مصادر أمنية وطبية في المنياجنوبيالقاهرة أن القتيل في المدينة طالب جامعي قتل بطلق ناري في البطن خلال اشتباكات بين مؤيدي الإخوان والشرطة. وقالت المصادر إن ثلاثة طلاب آخرين أصيبوا بطلقات نارية ونقلوا إلى المستشفى الجامعي بالمدينة. وقال مدير المباحث الجنائية بالمدينة العميد هشام نصر لرويترز في اتصال هاتفي إن المتظاهرين المؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين حملوا خلال مسيرتهم بنادق آلية وبنادق خرطوش وزجاجات حارقة. وأكدت جماعة الإخوان المسلمين مرارا أن احتجاجاتها سلمية. وقالت رابطة مشجعي الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي التي تعرف بألتراس أهلاوي في صفحتها على فيسبوك إن أحد أعضائها ويدعى حسن نصر قتل في شمال شرق القاهرة "برصاص... الداخلية". ولم يتسن لرويترز تأكيد ذلك من مصدر مستقل. وقال المستشار أحمد مجدي وهو رئيس نيابة بحي مدينة نصر في شمال شرق القاهرة لرويترز إن مصابا في اشتباكات وقعت بالحي قبل أيام توفي يوم الجمعة. ومنذ عزلت قيادة الجيش الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في يوليو تموز بعد احتجاجات حاشدة تطالب بتنحيته تشهد مصر عنفا سياسيا أودى بحياة أكثر من 1500 شخص أغلبهم من مؤيديه وبينهم نحو 350 من رجال الأمن. وفي حادث يظهر عمق الانقسام في مصر بعد عزل مرسي قال مصدر أمني إن أحد المشاركين في مسيرة إخوانية في القاهرة أطلق النار على شخص وجه إهانات للمتظاهرين في المسيرة التي كانت تمر بجوار منزله فأرداه قتيلا. وأغلقت قوات الأمن يوم الجمعة ميدان التحرير مهد الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك مطلع عام 2011 لمنع مؤيدي الإخوان المسلمين من الوصول إليه. وتراجعت بشدة قدرة جماعة الاخوان المسلمين على حشد المحتجين بعد أن كانت أكثر الجماعات الإسلامية تنظيما. ويرجع السبب في ذلك إلى إلقاء القبض على معظم أعضائها القياديين والتحفظ على أموالها وإعلانها أخيرا جماعة إرهابية. وتحظر تعديلات دستورية سيجرى الاستفتاء عليها يومي 14 و15 يناير كانون الثاني الحالي إقامة أحزاب سياسية على أساس ديني. وعززت التعديلات وضع الجيش في مصر. وتقول الحكومة المؤقتة التي يدعمها الجيش إن الدستور المعدل سيمهد الطريق لعودة الحكم الديمقراطي بحلول منتصف العام. وستكون التعديلات خطوة أخرى نحو إبعاد جماعة الإخوان المسلمين تماما عن الحياة السياسية بعد أن كسبت كل الانتخابات التي أجريت بعد مبارك. وتعهدت وزارة الداخلية بتأمين الاستفتاء على الرغم من الاحتجاجات شبه اليومية والهجمات بالقنابل ضد المنشآت الأمنية. وقالت مصادر أمنية في مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء إن أربعة مجندين اصيبوا يوم الجمعة في انفجار عبوة ناسفة في مدرعة للشرطة بالمدينة.