صادق أعضاء المجلس الوطني الانتقالي (البرلمان الموقت) في جمهورية أفريقيا الوسطى أمس، على الجدول الزمني لاختيار رئيس بالوكالة، وينص على تقديم الترشيحات اليوم وإجراء عملية الانتخاب السبت، فيما لا يزال مئات الآلاف من المرحلين يخشون العودة الى بيوتهم، خصوصاً ان قسماً كبيراً من البلاد يخلو من السلطة ووسائل الاتصال بالخارج، ويفتقد انشار القوات الفرنسية والأفريقية لفرض الأمن. وطالب الشركاء الدوليون لأفريقيا الوسطى اعضاء المجلس الوطني الانتقالي ال 135 بالامتناع عن الترشح لمنصب الرئيس بالوكالة في انتخابات السبت، وقال الجنرال نويل ايسونغو، ممثل الوسيط في ازمة افريقيا الوسطى الرئيس الكونغولي دينيس ساسو نغيسو: «تدعو الأسرة الدولية المجلس الوطني الانتقالي الى عدم وضع نفسه في موضع حكم او طرف في انتخابات اساسية لمواصلة استراتيجية الانتقال». وفيما تكثر الأسئلة حول إذا كان الرئيس الموقت المقبل الذي سيخلف نظيره المستقيل ميشال جوتوديا، سيكون مدنياً أم عسكرياً يدعمه المجتمع الدولي، ويحظى بقبول تشاد الراعي الذي لا مناص منه في المنطقة، تروّج فرضيات كثيرة في العاصمة بانغي التي لم تستعد بالكامل حياتها العادية بعد اسابيع من العنف بين مسيحييها ومسلميها. وقال ديبلوماسي غربي ان وقف التدهور في افريقيا الوسطى يتطلب وجود سلطات تعمل بكد، وتضم اناساً جدّيين خصوصاً في وزارات السيادة». وزاد: «صندوق النقد الدولي مستعد لتقديم المساعدة، لكنها لن تمنح لبلد بلا سلطات». ويقول فرديناند مانديجابو، «ممثل الشباب» في المجلس الانتقالي: «لا نريد مغامراً إذ عانينا كثيراً»، اما ادغار مبايكوا الذي يقدم نفسه باعتباره «مستقلاً»: «نريد شخصاً محايداً لا روابط له بحركة سيليكا الانقلابية السابقة ولا الميليشيات المسيحية، كما لا يجب ان يكون عسكرياً». وتؤيد روز يودوما، النائب في المجلس الانتقالي اختيار رئيس مدني يحظى بالإجماع، مع تعيين وزير دفاع قوي يستطيع فرض النظام». وجرى تداول اسماء عشرة مرشحين حتى قبل فتح باب التسجيل، لكن جرى شطب بعضها بضغط من المجتمع الدولي، وبينهم الرئيس السابق للمجلس الانتقالي الكسندر فرديناند نغينديت الذي يتولى الرئاسة الموقتة حالياً، كونه ارتبط كثيراً بالرئيس المستقيل جوتوديا الذي اعتبر غير كفوء خلال الشهور العشرة التي امضاها في السلطة. وأبدت رئيسة المجلس الانتقالي ليا كويوسوم دومتا نيتها الترشح، لكن المعايير التي حددها مكتب المجلس الانتقالي تستبعد كبار مسؤولي المرحلة الانتقالية (الرئيس أعضاء الحكومة وأعضاء مكتب المجلس). ويعتزم أنصار الرئيس السابق فرنسوا بوزيزيه الذي اطاحته حركة «سيليكا» بزعامة جوتوديا في آذار (مارس) 2013، تقديم مرشح. وينطبق الأمر ذاته على متمردي «سيليكا» الذين ينوون خوض المنافسة. يذكر ان اتفاقات دولية تنص على عدم ترشح الرئيس الانتقالي للانتخابات المقبلة المقررة في النصف الأول من 2015. على صعيد آخر، دعا الاتحاد الأفريقي دول منطقة البحيرات الكبرى التي اجتمع قادتها في قمة بلواندا الى تعزيز البعثة الدولية لإرساء السلام في افريقيا الوسطى. وقال الممثل الخاص للأمم المتحدة لمنطقة البحيرات الكبرى بوبكر ديارا: «تناشد مفوضية الاتحاد الأفريقي المؤتمر السماح باستخدام القوة الدولية كل قدراتها والمساهمة مع عملية سنغاريس التي تنفذها القوات الفرنسية في استقرار الوضع نهائياً، وتدعو الى تقديم معدات لهذه القوة التي ستضم 6 آلاف رجل من اجل مواصلة مهمتها بهدوء». وتعد القوة الدولية 4500 عسكري حالياً، في ظل مواجهة الاتحاد الأفريقي صعوبات في جمع مزيد من القوات، علماً ان فرنسا ارسلت 1600 جندي منذ مطلع كانون الأول (ديسمبر). وبين المساهمين المحتملين جنوب افريقيا وأنغولا، لكنهما متحفظتان جداً لأن الأولى ملتزمة بجمهورية الكونغو الديموقراطية ودارفور في السودان، في حين تأمل لواندا بالاكتفاء بتقديم مساعدة انسانية او لوجستية من دون ارسال قوات. وقال الرئيس الأنغولي جوزيه ادواردو دوس سانتوس الذي سترأس بلاده اللجنة الدولية لمنطقة البحيرات الكبرى بعد اوغندا لمدة سنتين: «يتعين ان يبذل كل منا جهوداً لضمان الأمن والسلام والاستقرار السياسي في بلده».