استقال الرئيس الانتقالي لأفريقيا الوسطى ميشال جوتوديا ورئيس وزرائه نيكولا تيانغاي امس، بعد قمة طارئة للمجموعة الاقتصادية لدول وسط افريقيا في نجامينا. ووَرَدَ في بيان ختامي للقمة ان قادة المجموعة «أخذوا علماً باستقالة» جوتوديا وتيانغاي بعد مجازر ارتُكبت في بلادهما في عنف بين مسيحيين ومسلمين. وأضاف البيان ان القمة «ترحب بهذا القرار الوطني، من اجل اخراج البلاد من حال شلل». ودعا «المجلس الوطني الانتقالي ومكونات أخرى للمجتمع في افريقيا الوسطى، الى مواصلة تحرير بانغي تحت رعاية وساطة المجموعة الاقتصادية لدول وسط افريقيا الموسعة والاتحاد الافريقي والشركاء الدوليين، لتسوية سريعة للازمة في افريقيا الوسطى على الصعيد السياسي». وأضاف ان «رؤساء الدول والحكومات نددوا بشدة بالهجمات الشنيعة التي وقعت في بانغي في 5 كانون الاول (ديسمبر)، وسبّبت مقتل كثيرين من مواطني افريقيا الوسطى»، يوم بدء عملية «سنغاريس» الفرنسية. وشجع البيان «رجال الدين على مواصلة مساعيهم الرامية الى التوعية والوساطة، من اجل العودة سريعاً الى تعايش سلمي بين الاديان بين مجموعات افريقيا الوسطى»، مشيراً الى أن محادثات ستُجرى في بانغي لاتخاذ قرار في شأن الزعامة الجديدة. وكان جوتوديا واجه ضغوطاً من قادة المنطقة للتنحي، بعد فشله في وقف العنف الطائفي الذي أرغم مليون شخص على هجر منازلهم. وتسلّم جوتوديا السلطة العام الماضي، بعدما اطاح تحالف «سيليكا» لمتمردين معظمهم مسلمون، نظام الرئيس فرنسوا بوزيزي في آذار (مارس) الماضي، وسيطر على العاصمة. لكن انتهاكات ارتكبها المسلحون المسلمون في «سيليكا» أدت إلى تشكيل ميليشيا مسيحية ودخول افريقيا الوسطى دوامة عنف طائفي أوقع مئات القتلى. وتدرس قمة نجامينا ارسال تعزيزات سريعة الى القوة الافريقية لمساعدة افريقيا الوسطى (ميسكا)، كما تطالب فرنسا التي لا تريد تعزيز انتشارها في عملية «سنغاريس» وقوامها 1600 رجل، من اجل ارساء الاستقرار في بانغي ومحيطها.