بالتطفل على السلم الموسيقي المقسم إلى سبع نغمات مبتدئاً ب«دو، ري» فإن كلمة « دوري» مجازياً يمكن اعتبارها موسيقي، اللعب هو الأغنية، اللاعبون هم الفرقة، النتيجة دائماً تحرض على الرقص. وحدها مهنة اللعب لا تحتاج إلى مؤهل، ولا تخضع لنظام الخدمة المدنية أو العسكرية، ولا تدرج ضمن أنظمة معاشات التقاعد أو التأمينات الاجتماعية، وعلى رغم ذلك يمكن أن تكون وظيفة تؤمن لقمة عيش كبيرة، اللهم لا حسد. ملعب كرة القدم مساحة مستطيلة طوله ضعف عرضه بالنظر إليه بشكل كامل، نصفه مربع الشكل طوله يساوي عرضه، رياضياً يقوم على مبدأ التناظر فيما لو قمنا بتخيل أن نصف الملعب هو انعكاس متماثل هندسياً مع النصف الآخر. وقت اللعبة شوطان مقسمان على 45 دقيقة، بجمعهما فهي 90 دقيقة، رياضياً يمكن اعتبار الشوط زاوية حادة بقياس 45 درجة، والوقت الكلي يصنع زاوية عمودية مقدارها 90 درجة، رياضياً هذا يعني أن الفريق الفائز يشكل محور الصادات الرأسي، الفريق الخاسر محور السينات الأفقي، والتعادل مجرد معادلة مستحيلة الحل. مملة. قبل اللعبة 22 لاعباً، حكم يوصف بحسب قوانين «فيفا» بأنه جزء من اللعبة، يتوزعون على مساحة الملعب الشاسعة متأهبين للحظة البدء، لحظة إطلاق صفارة الحركة والتمدد. في اللعبة عندما تبدأ المباراة يمكن بأقل قدر من المراقبة ملاحظة أن الإنسان كائن فوضوي متمرد، بمجرد أن تتاح له فرصة تفريغ الطاقة فإنه يتحرك بعشوائية عبثاً يسمى ذلك: تكتيك، المميز في اللعبة أن الخصم يمنحك فرصة التعرف على نفسك، قدراتك، نقاط قوتك، ضعفك، ثغراتك، مواجهة الضغط النفسي، ورفع مستوى أدائك لتعطي أكثر مما تتوقعه من جسدك، تمرين على التعايش مع الآخر، مواجهته، محاربته، على اقتناص اللحظة، وعندما يحتاج إليك لا تبخل عليه بمساعدتك. الخصم هو الوجه الآخر لك، هو الجزء الناقص في الصورة. الجمهور جزء من المشهد، يتجاوز المنطقة الفاصلة بينه وبين الملعب ويصير فاعلاً في اللعبة، امتداد اللحظة، مشاركاً بالبهجة، ويحمل في قلبه القدر الأكبر من الخيبة. على الهامش: الصدى، أول «رتويت» عرفه التاريخ. [email protected]