أكدت مستشارتان أسريتان، على معالجة «التحرش الجنسي» ب «التوعية الوقائية» للضحايا الافتراضيين والأسر. وأبدتا تحفظاً على الاقتصار على «الردع بالعقوبات» في التعاطي مع المشكلة التي صنفتاها ضمن «الظواهر». كما انتقدتا «التعامل الذكوري» مع القضية، عبر إلقاء اللوم على الضحية، إذا كانت «أنثى»، ومحاولة تبرئة ساحة الفاعل، إذا كان «ذكراً». وأكدت مستشارة الأسرة في التربية الجنسية هند خليفة، أن «التحرش الجنسي ظاهرة في المجتمع»، مشيرة إلى أن حله يكون ب «الوعي الاجتماعي، وليس الردع بالعقوبات القضائية»، موضحة أن التحرش «عادة سيئة لا يحتاج إلى مثير لحدوثه». وقالت خليفة، في تصريح إلى «الحياة»: «إن التحرش الجنسي موجود كظاهرة في المجتمع، كوجود ظاهرة الطلاق والبطالة والعنوسة»، مضيفة أن «المشكلة لا تكمن في مدى انتشاره، وإنما في كيفية حله». وأشارت إلى أن الحل في حالات التحرش بالأطفال «وقائي قبل أن يكون علاجياً، ويكون من الطفل ذاته، وذلك بتوعية الوالدين لأطفالهم، بأنهم قادرون على الدفاع وحماية أنفسهم بالمقاومة، إضافة إلى إعطاء الأطفال معلومات مبسطة مباشرة، وليست مقننة، لتفادي اقتراب أي شخص منهم». وأوضحت هند، التي تعمل محاضرة في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، أن «القيم الاجتماعية والأعراف لا تتنافى مع تثقيف الأطفال وتوعيتهم، والحياء الذي قد يتسبب في تعرض الأطفال للتحرش ليس حياء، وإنما خجل مذموم، لا يأتي بخير»، مشيرة إلى أن المجتمع «يستسهل وضع اللوم في أي قضية تحرش على الضحية». وأضافت أن «التحرش عادة سيئة داخل نفس المتحرش، لا تحتاج إلى مثير كتبرج الفتاة المُعتدى عليها، أو جمال الطفل». بدورها، أكدت المستشارة الاجتماعية في وزارة الصحة زكية الصقعبي، في تصريح إلى «الحياة»، على أهمية «التوجه إلى التوعية الاجتماعية»، موضحة أنه «لا يوجد في المجتمع ضوابط صارمة تحمي الأطفال وغيرهم من التحرشات». وأضافت أن «خطر ترك الطفلة لوحدها لا يقتصر على التحرش فقط، وإنما قد يصل إلى الخطف وغيره، لذلك يقع اللوم الأكبر على الوالدين». وأوضحت الصقعبي، أن «اللوم يقع عادة على الفتيات في حال التحرش، وذلك لأن مجتمعنا ذكوري، ليس بمعنى التسلط، وإنما تحت تصرف الرجل، لذلك يسعى دائماً لتبرئة ساحته من الأخطاء». يُذكر أن شرطة المنطقة الشرقية أوقفت شخصاً، بتهمة «التحرُّش الجنسي» بطفلة في السابعة من عمرها، في مدخل إحدى العمائر السكنية بالدمام، بعد تداول مقطع فيديو يظهر التحرُّش بها عند مصعد كهربائي. وأوضحت الشرطة أنه تم «توقيفه من خلال فريق عمل أمني، تولى مهمات البحث والتحري عنه. فيما تولى المختصون التعامل مع مقطع الفيديو المتداول.