كشفت اختصاصية اجتماعية عدم وجود مراكز تأهيل علاجية للجناة في المملكة، مشيرة إلى أن الجاني كما الضحية بحاجة إلى تأهيل، مؤكدة وجود «علاج نفسي للضحية بالجلسات النفسية»، مطالبة بإنشاء مراكز متخصصة لهذا الغرض يتم فيها إخضاع الجاني والمجني عليه للعلاج. وأوضحت الاختصاصية الاجتماعية الدكتورة أمل الدار، في تصريح إلى «الحياة»، إلى أنه من غير الطبيعي أن ننتظر وقوع المشكلة حتى نبحث عن حلول لها، وقالت: «مقطع الفيديو الذي انتشر لطفلة يتم التحرش بها هو مؤشر خطير، وتنبيه لنا نحن كمجتمع مسؤول، وبسبب هذه المشكلة بدأنا نبحث عن الحل، إذ لم نبحث عن حلول وقاية مسبقاً، رغم أننا دائماً نكرر الوقاية خير من العلاج، فكل الجهات مسؤولة من موقعها». وأشارت إلى وجود «العديد من البرامج التي ننفذها بدعوات من مدارس أو رياض أطفال، تلك البرامج موجهه للطفل، وبعناية ودراسة، إذ لكل مرحلة عمريه أساليبها الخاصة، ومصطلحاتها المنتقاة بدقة، إضافة إلى ورش العمل، إلا أن تلك البرامج ليست معممة على الجميع، ولا نتمكن من تنفيذها إلا بدعوة من الجهة المضيفة، وسبق وقدمناها إلى مربيات ومعلمات ليقمن بدورهن تقديمها في رياض الأطفال»، وأضافت «بعض الأهالي يصيبهم القلق من هذه البرامج، لذلك نحن بحاجة لدعم الأسرة ومساندتها، فالتحرش واقع لابد من مواجهته». وحول مقطع الفيديو الخاص بالطفلة، قالت الدار: «لفت انتباهي أن الطفلة لم تصرخ، ولم تكن لها أي ردة فعل تجاه الشاب المتحرش بها، وذلك دلالة على أن الطفلة لم تتلق أي توجيه من المدرسة أو من المنزل، وهذا ما نسعى إليه من خلال نشر ثقافة ردة الفعل تجاه حالات التحرش، فالطفل يمكن تعليمه ذلك من عمر السنتين، في المنزل مع والدته، وذلك بتعويده أن تبديل ملابسه مسألة خاصة لا تتم أمام أي أحد، وأن جسده يخصه ليس من حق أي أحد لمسه، ومنه إلى مرحلة رياض الأطفال ليتعلم كيف يحمي نفسه، ومن ثم للابتدائية لتعلم طرق الدفاع والحماية، كل تلك الأمور تعتبر وقاية للطفل»، وأضافت «نقدر قلق الأسرة، إلا أننا نؤكد أن البرامج منتقاة بعناية وحذر شديدين وفق تفكير الطفل وما يستوعبه، وعلى الوالدين تعليم أطفالهم ذلك، وما الذي يقومون به إن تركوهم وحدهم في مكان، أو حال تحدث شخص غريب معهم ، وأن نعطيهم جانب أمان وهو أن المعتدي له عقاب لا يفلت منه». وقالت» إن التحرش والاعتداء يبقى تحت هذا المسمى وله الأثر ذاته، سواء كانت عملية التحرش من غريب، أو من شخص في محيط الأسرة، إلا أن الخوف يزداد لدى المتحرش به إن كان الشخص معه في نفس المنزل، وتتزعزع ثقة المتحرش به إن كان المتحرش مثلاً أعلى وقدوة، وفي جميع الحالات فالضحية بحاجة لجلسات علاج تأهيلية تعيد ثقته بنفسه وبمجتمعه، لأن أكثر ما نخشاه أن يكون الضحية جلاداً في يوم ما، فغالباً ما يكون المعتدي معتدى عليه في يوم ما». وحول العلاج، قالت: «التعامل مع الجاني يتم من خلال أمرين: الأول قانوني وتختص به الجهات الأمنية والقضائية، والأمر الآخر يجب أن يكون تأهيلياً علاجياً، إلا أنه لم أسمع عن وجود مركز تأهيل للجناة».