تعهد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس عدم شن هجوم على الفلوجة «لتجنيبها الدمار»، ومنح العشائر مزيداً من الوقت «لطرد المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة». وفيما واصلت القوات المسلحة هجومها على مقاتلي تنظيم «داعش» في جزيرة الخالدية لليوم الرابع على التوالي، بدعم من العشائر، قتل في بغداد أكثر من 14 عراقياً، معظمهم من المتطوعين في الجيش بتفجير سيارة مفخخة. وعرض رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني التوسط لحل أزمة الأنبار، لكن المالكي هاجمه، من دون أن يسميه، على خلفية تصدير النفط عبر تركيا. ونقلت عنه وكالة «رويترز» تهديده بخفض الموازنة المخصصة للإقليم. واعتبر عملية التصدير من دون موافقة الحكومة «انتهاكاً دستورياً لن نسمح به أبداً، لا لإقليم كردستان ولا للحكومة التركية». وكان المالكي عقد امس اجتماعاً مع ممثلين عن الأكراد للبحث في قضية تصدير النفط ، إلا ان الطرفين لم يتوصلا الى تفاهمات. ورد الناطق باسم كتلة «التحالف الكردستاني» مؤيد الطيب على تصريحات رئيس الوزراء فقال ان عقود الإقليم النفطية «دستورية وكذلك تصديره، خصوصاً ان عائداته ستذهب الى الخزينة المركزية». وقال ل «الحياة» ان المالكي «يفكر بعقلية الدولة المركزية، فيما تلك الدولة لم يعد لها وجود بعد عام 2003 وهذا جوهر خلافنا معه. ومحاولات تقليص حصة الإقليم من الموازنة جرت كثيراً خلال السنوات الماضية، لكن لدينا اتفاق مسبق مع الحكومة بدفع 17 في المئة من الموازنة الاتحادية الى حين اجراء الإحصاء السكاني». وتأتي تصريحات المالكي بعد يوم من عرض زعيم اقليم كردستان مسعود بارزاني الوساطة لحل ازمة الأنبار. من جهة أخرى، قال الشيخ رافع عبد الكريم الفهداوي، زعيم «قوات النخبة العشائرية» في الأنبار ل «الحياة» ان «العناصر الإرهابية من تنظيم داعش وبقية الجماعات المساندة لها تعمد الى اسلوب الكر والفر لصنع الحدث الإعلامي، وهي موجودة في اطراف الأنبار وتحتل جزيرة الخالدية». وأشار الى ان «الجيش وعناصر الشرطة ومقاتلي ابناء العشائر يحاصرون المنطقة بشكل كامل في انتظار اقتحامها والقضاء على العناصر الإرهابية فيها»، معتبراً هذه «المعركة حاسمة في القضاء لأنها آخر حصن للتنظيم». وعن الوضع في الفلوجة، قال الفهداوي ان «المدينة في حاجة الى حل سياسي لأن عشائر قليلة جداً هناك ترفض عودة الشرطة، وتتخذ موقفاً عدائياً منها ومن العشائر التي تقاتل داعش»، مشيراً الى ان «اختفاء المظاهر المسلحة من شوارع الفلوجة لا يعني خروج جميع المسلحين منها». ونشرت وسائل اعلام ومواقع التواصل الاجتماعي امس صوراً لأربعة جنود خلال اختطافهم في منطقة جزيرة الخالدية وخلفهم علم «داعش»، ثم صوراً اخرى تظهر عملية قتلهم بعد تقييدهم وإلقائهم في احد الطرق. في بغداد، قتل 14 عراقياً وأصيب ثلاثون، في هجمات، بينها تفجير سيارة مفخخة استهدف متطوعين في الجيش. وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة ان «ثمانية اشخاص قتلوا وأصيب حوالى 12 آخرين في انفجار سيارة مفخخة استهدف متطوعين في الجيش قرب مرآب العلاوي وسط العاصمة». وأوضح ان «الانفجار وقع بعد تسليم القادمين من وسط وجنوب العراق أوراقهم الى مركز التطوع في مطار المثنى» القريب من موقع الانفجار. وهذا الهجوم الثاني على متطوعين في الجيش، بعد سقوط 23 قتيلاً وثلاثين جريحاً منهم في تفجير استهدفهم الخميس الماضي، قرب المركز ذاته.