أكدت عشائر في الأنبار أن المعركة مع تنظيم «داعش» انتقلت إلى أطراف المحافظة وأن «عناصر التنظيم يعتمدون أسلوب الكر والفر والظهور الإعلامي»، وتوقعوا أن تكون «معركة الجزيرة» المرتقبة حاسمة. إلى ذلك، أكد رئيس «مؤتمر صحوة العراق» أحمد أبو ريشة، أمس أن الجيش لن يقتحم الفلوجة «لأن العشائر تدعم قوات الشرطة». وقال الشيخ رافع عبد الكريم الفهداوي، زعيم «قوات النخبة العشائرية» ل «الحياة» إن «العناصر الإرهابية من تنظيم داعش وباقي الجماعات المساندة له تعمد إلى أسلوب الكر والفر لصنع الحدث الإعلامي، وهي موجودة فعلاً في أطراف الأنبار وتحتل جزيرة الخالدية». وأشار إلى أن «الجيش وعناصر الشرطة ومقاتلي أبناء العشائر يحاصرون منطقة الجزيرة في انتظار اقتحامها والقضاء على العناصر الإرهابية التي تجمعت فيها»، معتبراً أن «المعركة حاسمة في القضاء على داعش وأخواته لأنها الحصن الأخير لهذا التنظيم». وعن الوضع في الفلوجة، قال الفهداوي إن «هذه المدينة ما زالت في حاجة إلى الحل السياسي لأن عشائر قليلة جداً هناك ترفض عودة مراكز الشرطة إلى العمل، وتتخذ موقفاً عدائياً من قوات الشرطة وتقاتل داعش»، مشيراً إلى أن «اختفاء المظاهر المسلحة من شوارع الفلوجة لا يعني خروج كل المسلحين منها». وأضاف أن «هناك وساطات جديدة للحوار مع وجهاء وشيوخ عشائر المدينة ونأمل بالوصول إلى حل قريب يجنب الجميع الحل العسكري». من جهته، قال أبو ريشة إن «قوات الجيش لن تقتحم الفلوجة، لأن العشائر تدعم قوات الشرطة وتوفر الخدمات للمواطنين وحمايتهم، وستعالج العشائر أي خرق إرهابي». وأوضح أبو ريشة في بيان، تلقت «الحياة» نسخة منه، أن «فلول داعش والقاعدة في ساعاتهم الأخيرة في الرمادي ومنطقة جزيرة الخالدية، وسيتم تطهير هذه المناطق وعودة الاستقرار الأمني إلى الأنبار خلال الأيام القليلة المقبلة». وأشار إلى أن «معظم مناطق الرمادي تم تطهيرها من المظاهر المسلحة وعناصر داعش التي باتت تحاول الهرب إلى القرى والأرياف والمناطق الزراعية بعد تصدي الشرطة والعشائر لها وحرق سياراتها وتدمير أوكارها». وكانت قيادة العمليات المشتركة أعلنت أمس أن «قوة من الجيش والشرطة أحرقت 14 زورقاً لتنظيم داعش الإرهابي، وألقت القبض على 3 على ضفاف نهر الفرات، في قضاء راوة غرب الأنبار». من جهة أخرى، أكدت سفارة الولاياتالمتحدة في بغداد أمس بعد إنهاء مساعد وزير خارجيتها بريت ماكورك زيارته، استمرارها في دعم العراق ل «دحر داعش». وأوضح ماكورك في بيان للسفارة أن «الولاياتالمتحدة تدعم العراق حكومة وشعباً في جهوده الرامية إلى عزل ودحر داعش»، مشيراً إلى «الوضع المشجع في الرمادي المتمثل في تعاون القادة المحليين مع القبائل وتقديم بغداد الدعم لهم ما أدى إلى طرد عناصر التنظيم خارج المدينة». وأشار إلى التخطيط من أجل «عزل داعش وغيرها من الجماعات المتشددة وطردها خارج الفلوجة باستخدام استراتيجية مماثلة، مع الأخذ في الاعتبار الظروف الفريدة هناك». وأضاف أن «الاستقرار على المدى الطويل يتطلب اتخاذ تدابير أمنية وسياسية، فضلاً عن اعتراف الحكومة بالجهود الشجاعة التي يبذلها المواطنون العراقيون المخلصون الذين يتصدون لداعش والجماعات المتطرفة الأخرى، ودمج هؤلاء المواطنين في الهياكل الأمنية الرسمية للدولة».