دعا حزب «جبهة التحرير الوطني» الحاكم في الجزائر عشرات الآلاف من أنصاره وقيادييه من بينهم وزراء إلى مهرجان حاشد غداً، لتوجيه آخر نداء للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة للترشح لولاية رئاسية رابعة، وذلك قبل ثلاثة أشهر من موعد الانتخابات الرئاسية. وتمسك الأمين العام للحزب الحاكم عمار سعداني بدعوة بوتفليقة للترشح رغم التقارير الواردة عن حاله الصحية. واستدعى سعداني عشرات الآلاف من الناشطين لتجديد الدعوة، مشدداً على أن الأحزاب التي تعارض تعديل الدستور، وتطالب بتأجيله إلى ما بعد الرئاسيات، هدفها منع بوتفليقة من الترشح لولاية رابعة، معتبراً أنهم «أصحاب نيات سيئة». وقال إن إستراتيجية المعارضة مصيرها الفشل، مجدداً مطالبته بضرورة تعديل الدستور. وزاد سعداني أن الحزب سيعلن «في الأيام المقبلة» عن مقترحاته بخصوص التعديل، موضحاً أنها سترتكز على «توطيد وتعزيز الدولة المدنية»، من دون أن يقدم مزيداً من التفاصيل. في المقابل، أفادت مصادر رسمية ل «الحياة» بأن بوتفليقة لا يريد تعديل الدستور، الأمر الذي يُعتبَر مؤشراً حول نية محتملة لديه بعدم الترشح، فيما شددت قيادة «جبهة التحرير الوطني» في تعليمات لأمناء المحافظات في الحزب، على وجوب أن يطلبوا من الناشطين الامتثال التام، بقرار ترشيح بوتفليقة، وعدم الإقدام على تزكية أي من المرشحين الآخرين. وتأتي هذه التعليمات كخطوة استباقية لتفادي ما حدث خلال انتخابات عام 2004، حين وجد مناضلو الحزب الحاكم أنفسهم منقسمين بين فريق داعم للرئيس الجزائري، وآخر موالٍ لرئيس الحكومة السابق علي بن فليس. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية في بيان أصدرته أمس، أنها قتلت ثلاثة مسلحين متشددين مساء أول من أمس، في كمين نصبه الجيش والدرك قرب منطقة قاديرية في ولاية البويرة شرق البلاد. وأوضح البيان أن عناصر من الدرك نصبوا كميناً للمسلحين في قرية أولاد لعلام بالتنسيق مع الجيش. وضبطوا «ثلاث بنادق آلية من نوع كلاشنيكوف وكمية كبيرة من الذخيرة وشرائح وهواتف نقالة». والبويرة من المناطق الجبلية التي تنشط فيها القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وتشهد باستمرار عمليات مسلحة للتنظيم. كما أن الجيش ينتشر فيها بكثافة. وكانت آخر عملية أمنية شنّها الجيش الجزائري جرت في 12 كانون الأول (ديسمبر)، حين أعلن عن قتل مسلحَين في جبال ياكوران في ولاية تيزي أوزو المجاورة للبويرة.