نجح الأمين العام لحزب «جبهة التحرير الوطني» الحاكم عمار سعداني في حشد غالبية داخل اللجنة المركزية التي عقدت دورتها العادية أمس، مرشحةً بشكل رسمي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رابعة متتالية، وذلك على رغم طعن «الحركة التقويمية» المعارضة لسعداني بشرعية الدورة بحجة أن ما «بُني على باطل فهو باطل»، إذ أن أمين عام الحزب مطعون بشرعيته قضائياً. وتمكن سعداني من جمع 288 عضواً من اللجنة المركزية في الدورة التي عُقدت في فندق الأوراسي شمال العاصمة الجزائرية، حيث جرت أعمالها في ظروف هادئة عكس ما كان متوقعاً إثر قرار الفريق المعارض، المحسوب على المنسق السابق للمكتب السياسي للحزب عبد الرحمن بلعياط مقاطعة الدورة، والعمل على إفشال نصابها. وكان سهلاً على سعداني الحصول على تزكية بالغالبية المطلقة لقرار ترشيح بوتفليقة لولاية رابعة، فوقف الحاضرون تصفيقاً له حين أعلن في خطابه أمس، تزكية الحزب لترشح الرئيس وانطلاق حملة الترويج للولاية الرابعة، التي تُبنى على إنجازات الرئيس خلال السنوات ال15 التي قضاها بوتفليقة رئيساً للبلاد. واعترف سعداني بمرض بوتفليقة مقارناً إياه برؤساء دول ديموقراطية عريقة كانوا مريضين وإنما استمروا في الحكم طويلاً، فضرب مثالاً بفرنكلين روزفيلت «الذي حكم أميركا على رغم شلله». واعتبر سعداني أن بوتفليقة ليس استثناءً في تاريخ الزعماء في العالم، ف «مصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة حكم لأربع ولايات كما فعل المستشار الألماني كونراد أدينايور الذي صالح ألمانيا مع نفسها وحكم لأربع فترات بعد الحرب، فلماذا قد يكون محظوراً على الجزائر أمر كهذا؟». وذكر سعداني أن «فترة نقاهة رئيس الجمهورية تتواصل في ظروف جيدة وصحته تتحسن يومياً، وستنتهي قريباً». وعلمت «الحياة» أن دورة اللجنة المركزية سيعقبها طرح ملف تعديل الدستور على مجلس وزراء ثم يحال على البرلمان، لذلك طلبت دورة اللجنة من بوتفليقة تقديم ملف تعديل الدستور «في أقرب الآجال». وحض سعداني أنصار الحزب على البدء بالحملة الانتخابية الرئاسية، وسألت الحياة الوزير الأسبق جمال ولد عباس إن كان بوتفليقة جاهر برغبته في الترشح، فأجاب: «أعتقد ذلك»، لافتاً إلى أن حزبه «سيظل القاطرة التي تجر الطبقة السياسية». وذكرت مصادر حزبية أن جبهة التحرير الوطني قررت تنظيم لقاءات جهوية حاشدة في أربع ولايات في الشرق والوسط والغرب والجنوب للترويج للولاية الرابعة ترقباً لإعلان رسمي بالترشح من بوتفليقة قد يتأخر حتى بداية العام المقبل.