أوشك مشروع إنشاء «مدينة الملك خالد الطبية» في الدمام، على «الخروج من «دائرة التعثر»، التي دخلها منذ نحو 3 أعوام. وعلى رغم توقيع عقد المشروع من جانب وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة العام 2011 بكلفة تفوق 4.6 بليون ريال، وتأجل البدء في المشروع إلى مطلع العام 2013، إلا أن المدينة التي تضم 1500 سرير ونحو 400 عيادة «لم ترَ النور» إلى اليوم. بيد أن المدير التنفيذي لمستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام الدكتور خالد الشيباني، كشف مساء أول من أمس، عن البدء خلال الأشهر المقبلة، في تنفيذ المشروع على مساحة تقدر بنحو 700 ألف متر مربع، وذلك بعد ترسيته على مقاول التنفيذ. فيما كانت المساحة المُعلن عنها سابقاً مليون متر مربع. فيما عزا مسؤولون في مديرية الشؤون الصحية في الشرقية، «تعثر» المشروع إلى «عدم توافر أراضٍ». وقال الشيباني، خلال استقبال أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف، له ومنسوبي المستشفى، في المجلس الأسبوعي «الاثنينية» مساء أول من أمس: «إن المشروع تجاوز مرحلة التصميم، الذي نفذته شركات عالمية متخصصة في تصميم المستشفيات التخصصية في الولاياتالمتحدة الأميركية. وحاز على جائزة «أفضل تصميم مستشفى مستقبلي للعام 2013»، من معرض ومؤتمر الشرق الأوسط لبناء وتحديث المستشفيات، الذي أقيم في دبي أخيراً. ووصف المدير التنفيذي لمستشفى الملك فهد التخصصي، المبنى الذي تم تصميمه ب «الأقرب إلى نموذج الفنادق منه إلى المستشفيات، في حال اكتماله، إذ تم التركيز على ذلك لجعل تجربة المريض العلاجية إيجابية، وتنعكس عليه وعلى ذويه». وصمم المبنى على 22 طابقاً مجهزاً بمرافق مساندة، منها المصاعد التي يتجاوز عددها ال70 مصعداً، «وستسهم في انتقال المرضى بسلاسة بين غرف العيادات الخارجية التي تزيد عن 400 عيادة، وغرف تنويم المرضى التي يقدر عددها ب 1500 سرير، إضافة إلى الأجنحة التي سيتم تجهيزها بأحدث الأجهزة الطبية. كما تم أثناء مرحلة التصميم مراعاة أن يحظى كل مريض بغرفة خاصة، ويتم تزويدها بركن لاستخدام مرافق المريض إن وجد، إضافة إلى فرق من الكوادر البشرية الوطنية التي سيتم استقطاب بعضها، ممن يعملون حالياً في مستشفى الملك فهد التخصصي، عبر ابتعاثهم وتأهيلهم للعمل في المدينة الطبية». بدوره، توقع أمير المنطقة الشرقية، الذي طالب في وقت سابق ب «معالجة تعثر» المشروع، أن تكون مدينة الملك خالد الطبية «أحد المعالم البارزة في المنطقة، وإحدى المدن التي تقدم الخدمات الطبية المميزة لأهالي الشرقية، بطاقة استيعابية عالية في جميع التخصصات المطلوبة والنادرة». وتمنى من «الأطباء السعوديين الذين يتلقون العلم الآن، أن يكونوا جاهزين مع الخبرات العالمية للعمل في هذا الصرح الذي سيكون داعماً لبقية الخدمات الصحية في المنطقة». يذكر أن «تعثر» إنشاء مدينة الملك خالد الطبية، تزامن مع تعثر مشاريع صحية أخرى في المنطقة، أبرزها مستشفى الملك فهد التخصصي، ومركز الأورام السرطانية، ومستشفى طب العيون في الظهران، إضافة إلى مستشفى الخبر العام، ومستشفى النساء والولادة في المدينة ذاتها، ومستشفى الصحة النفسية في الدمام، وكذلك مراكز للرعاية الصحية الأولية، في عدد من محافظات المنطقة. ما أثار انتقاد «الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد» (نزاهة) التي وجهت استفسارات وتساؤلات، حول أسباب تأخر إنجازها. فيما وعدت «صحة الشرقية» في وقت سابق، بتنفيذ هذه المشاريع «المُتعثرة»، في غضون 3 سنوات. وحدة لمعالجة «سرطان الغدة الدرقية» دشن مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام أخيراً، وحدة الغدد الصماء واليود المشع، لمعالجة مرضى سرطان الغدة الدرقية. وقال استشاري الغدد الصماء في المستشفى الدكتور محمد قمبر: «إن تدشين الوحدة يهدف إلى تيسير علاج مرضى سرطان الغدة الدرقية، وتسهيل متابعتهم والإشراف على خطتهم العلاجية، من دون الحاجة إلى إحالتهم إلى مستشفيات تقع خارج المنطقة». وأشار قمبر، إلى أن علاج هؤلاء المرضى يشمل «التدخل الجراحي، ثم العلاج الإشعاعي باليود المشع، إذ يتم حقن المرضى في العضل بأدوية تحفز خلايا جسمهم للتشبع بأكبر قدر ممكن من اليود المشع، ثم إعطائهم اليود المشع إما من طريق كبسولات، أو شراب سائل يتم تناوله من طريق الفم». وأضاف أن «الوحدة تمكننا من علاج مرضى سرطان الغدة الدرقية في داخل المستشفى، لمن تستدعي حالهم الطبية إعطاءهم جرعات من اليود المشع، تزيد عن مقدار 30 ميليكيوري»، موضحاً أنه يتم «عزل المرضى الذين يتناولون جرعات تزيد عن هذا المقدار في غرف عزل الوحدة، حفاظاً على سلامتهم وسلامة ذويهم من الإشعاعات، إذ يتم مراقبة وقياس مستويات الإشعاع في أجسامهم من طريق أجهزة متطورة، يتم استخدامها من قبل اختصاصيي وفنيي العلاج الإشعاعي، لمدة أيام معدودة. ومن ثم يتم إخراج المرضى بعد التأكد من نزول الاشعاعات في أجسامهم إلى معدلات آمنة».