سأل رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية في لبنان وليد جنبلاط: «لماذا تحويل طرابلس إلى طالبانية فكرية أو تصويرها على أنها تماثل قندهار؟». وقال: «هذه المدينة تعيش فقط من خلال تكاتف أكثريتها بأقليتها أو أقلياتها وبحماية التنوع فيها». وأضاف: «كأن المطلوب ضرب هذه التعددية وإلغاء التنوع الذي هو أحد أبرز سمات هذه المدينة العروبية المناضلة». وقال في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» الإلكترونية أمس: «لم تعد عبارات التنديد تكفي لتنقذ طرابلس مما تمر فيه من نزاعات دامية وحروب استنزاف ومشاكل سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، ولم تعد بيانات الشجب لهذا الاعتداء أو ذاك، ولهذه الاشتباكات أو تلك تشفي غليل أبناء طرابلس». وسأل: «هل يمكن تناسي الأوبرا في طرابلس أو مسرح الأنجا الذي تم تدميره واعترضنا بشدة على ذلك في حينه؟». ووصف جنبلاط إحراق مكتبة السائح في طرابلس ب«العمل البربري والهمجي».ولفت إلى أن «طرابلس التي تضم شارع مار مارون وشارع المطران وسواها من المعالم التي تؤكد العيش المشترك، هي بمثابة كنز تراثي قيد الاندثار». وسأل: «ماذا عن خان العسكر واستكمال ترميمه، وخان الصابون، وخان المصريين الآيل إلى السقوط كما يبدو، وسيّار الدرك القديم، وقصر المغربي في شارع الراهبات، وقصر كستفلس في زقاق القشطة ضمن الأسواق القديمة، وزقاق سيدي عبد الواحد، ذاك الإمام الصوفي المغربي الذي أحب طرابلس وعاش ودفن فيها، ناهيك بالقصور القديمة التي يزيد عمرها على مئات السنين وتقع خلف جامع الاويسية؟». وسأل: «ما هي الخطوات التي تتخذ لحماية هذه الآثار من الهجمات العقارية التي تجتاح طرابلس كما بيروت كما العديد من المواقع الأخرى؟ وما صحة ما تم تداوله من معلوماتٍ عن أن مشروعاً ما يخطط له لإقامته مكان مكتبة السائح بعد هدمها وكان السبب في حرقها؟». وشدد على أن «هذا يتطلب تحقيقاً شفافاً يصل إلى خواتيمه ويُعاقب جميع المتورطين فيه». حلو يتمنى نجاح جنبلاط وفي السياق، تمنى عضو الجبهة هنري حلو في تصريح أن «ينجح جنبلاط بالتعاون مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري في إحداث خرق في الحائط المسدود»، داعياً إلى «التعاطي مع الموضوع الحكومي بعقلانية لتفادي تدهور الأوضاع». وحيا «الجهود الحثيثة التي بذلها ولا يزال رئيس الجمهورية ميشال سليمان للتوصل إلى حكومة جامعة». ورأى أن «المطلوب تأليف حكومة الواقعية».