تظاهر عشرات الآلاف من اللاجئين الأفارقة في تل أبيب، احتجاجاً على سياسة الحكومة الإسرائيلية ضدهم وطالبوا بحقهم في اللجوء ورفضوا زجهم في السجون، كما نظموا إضراباً عن العمل. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن عشرات آلاف المتظاهرين الأفارقة وبضع مئات من الإسرائيليين تجمعوا في ميدان إسحق رابين في تل أبيب تحت شعار "نعم للحرية، لا للسجن". كذلك تظاهر عدة مئات من اللاجئين الأفارقة في مدينة إيلات السياحية بجنوب تل أبيب، وتغيب 1500 عاملا منهم عن عملهم في فنادق المدينة. وترددت في نهاية الأسبوع الماضي أنباء بين اللاجئين من إريتريا والسودان حول إضراب عن العمل في جميع أنحاء إسرائيل ودعوة للمشاركة في مظاهرة في تل أبيب، التي جرت اليوم واستمرت أربع ساعات. وأعلن المبادرون للمظاهرة أن الإضراب عن العمل سيستمر من اليوم وحتى بعد غد الثلاثاء وعن أنهم سينظمون نشاطات احتجاجية أخرى الاثنين والثلاثاء ، فيما رفضت الشرطة الإسرائيلية إعطاء ترخيص لمسيرة للاجئين في شوارع بتل أبيب. وترفض حكومة إسرائيل مطالب اللاجئين من السودان وإريتريا باللجوء لديها وبدلا من ذلك أقامت منشأتين في النقب لسجن اللاجئين فيهما، حيث تتهمهم السلطات الإسرائيلية بأنهم تسللوا إلى إسرائيل بصورة غير شرعية. وتشير المعطيات إلى أن وجود حوالي 55 ألف لاجئ أفريقي في إسرائيل غالبيتهم العظمى من إريتريا والسودان. وتسعى الحكومة لإعادة اللاجئين إلى أوطانهم، لكن منظمات حقوقية إسرائيلية ودولية تقول إن تنفيذ ذلك يشكل خطرا عليهم بسبب الحروب الأهلية في مواطنهم وبسبب الأنظمة الديكتاتورية فيها. وسبب إضراب اللاجئين الافارقة عن العمل أزمة في إيلات، إذ أن يوم الأحد هو يوم مغادرة نزلاء الفنادق الذين قضوا عطلة نهاية الأسبوع، وبسبب الإضراب فإنه لم يتم تنظيف وترتيب الغرف لاستقبال نزلاء جدد. وهدد مدير عام اتحاد الفنادق في إيلات، شيفي شاي، بأن إضراب اللاجئين الأفارقة سيشجع الفنادق على البحث عن بديل آخر وعدم الاعتماد على العمال اللاجئين. ورغم أن السلطات تعتبر تواجد اللاجئين الأفارقة غير شرعي وتتوعد بمعاقبة من يشغلهم، لكن الكثير من المصالح، وخاصة السياحية مثل الفنادق والمطاعم، تشغلهم وتدفع لهم أجرا متدنيا.