ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الخميس أن أعمال عنف ضد المهاجرين الأفارقة رافقتها عمليات تكسير ونهب محال تجارية اندلعت في تل أبيب في ساعة متأخرة من مساء أمس الأربعاء وسط تحريض من أعضاء كنيست من أحزاب اليمين الإسرائيلي. واعتقلت الشرطة الإسرائيلية 12 مواطنا إسرائيليا في حي "هتيكفا" بجنوب تل أبيب بشبهة الاعتداء على مهاجرين أفارقة بعد تظاهرة صاخبة احتجاجا على ما وصفوه بعجز السلطات في معالجة ظاهرة المتسللين إلى إسرائيل. وتتهم الشرطة المعتقلين بتكسير زجاج سيارة تواجد بداخلها مواطنون من دول أفريقية وإحراق حاويات نفايات وتكسير واجهات زجاجية لحوانيت تبيع مواد غذائية للمهاجرين ونهب محتوياتها. كذلك هاجم المتظاهرون نشطاء يساريين ومن منظمات حقوقية تعنى بشؤون المهاجرين الأفارقة تظاهروا ضد طرد المهاجرين واللاجئين الأفارقة. واندلعت أعمال العنف ضد الأفارقة في ختام التظاهرة والخطابات التي ألقاها أعضاء الكنيست داني دانون وميري ريغف ويريف ليفين من حزب الليكود الحاكم ،ورونيت تيروش من حزب كديما، وعضو الكنيست المتطرف ميخائيل بن أري من حزب "الوحدة القومية" والذي يدعو أيضا إلى طرد الفلسطينيين من البلاد. وذكرت صحيفة "هآرتس" أن المتظاهرين والخطباء نددوا برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعبروا عن تأييدهم لوزير الداخلية ورئيس حزب شاس ايلي يشاي الذي يطالب منذ مدة بطرد المهاجرين الأفارقة. وقالت عضو الكنيست ميري ريغف خلال التظاهرة أمس "لن نسمح لظاهرة المتسللين الأفارقة بأن تنمو مثل سرطان بداخلنا" فيما قالت لإذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم "أتفهم تفجر العنف ضد الأجانب". وذكرت الصحيفة إن قوات خاصة من الشرطة حضرت متأخرة إلى موقع الأحداث التي أغلق المتظاهرون خلالها الشارع الرئيس في جنوب تل أبيب عدة مرات. وأضافت "هآرتس" أن أعضاء الكنيست الذين ألقوا خطابات أمام المتظاهرين "حرضوا الواحد تلو الآخر ضد طالبي اللجوء والمتسللين من السودان وإريتريا وطالبوا بطردهم على الفور، ودعا بعضهم إلى القيام بأعمال متطرفة كما أن بعض الخطباء وبينهم عضو الكنيست بن أري حرض المتظاهرين ضد نشطاء اليسار" الإسرائيليين. ويذكر أن نتنياهو كان قد قال خلال اجتماع حكومته الأسبوعي يوم الأحد الماضي إنه يجب وضع حل لقضية المهاجرين الأفارقة في إسرائيل وتخوف من ازدياد عددهم من 60 ألفا اليوم إلى 600 ألف في الفترة القريبة، معتبرا أن هؤلاء المهاجرين يشكلون خطرا على الهوية والأغلبية اليهودية في إسرائيل. من جانبه قال رئيس بلدية إيلات مائير يتسحاق هليفي للإذاعة العامة الإسرائيلية اليوم إن "ظاهرة المتسللين هي خطر استراتيجي وديمغرافي على الدولة" وطالب الحكومة بالعمل على طردهم. وتعهد يشاي في الكنيست أمس بأنه في حال وفروا له جميع الأدوات المطلوبة فإنه سيتمكن كوزير للداخلية من طرد جميع المهاجرين الأفارقة خلال سنة وحتى أقل من ذلك. وتعتبر منظمات إسرائيلية تعنى بشؤون المهاجرين أن أعمال العنف هذه تأتي بعد فترة تم خلالها حقن الجمهور الإسرائيلي ضد المهاجرين الأفارقة، خصوصا في أعقاب إلقاء الشرطة القبض على ثلاثة مهاجرين واتهامهم باغتصاب مواطنة إسرائيلية. وجرت تظاهرات مشابهة في مدن إسرائيلية أخرى أمس بينها بني براك وأسدود وعسقلان وإيلات ضد "عجز الحكومة في معالجة مشكلة المتسللين".