قال الشرطي الأميركي الأبيض الذي قتل مطلع آب (أغسطس) شاباً أسود في فيرغسون (ميسوري، وسط)، الثلثاء لمحطة "أي بي سي" إن "ضميري مرتاح" وإنه كان سيتصرف بالطريقة نفسها مع شاب أبيض. وقال دارين ويلسون الذي تحدّث للمرة الأولى للإعلام منذ حصول المأساة، أنه في التاسع من آب خاف أن يُقتل قبل أن يستعمل للمرة الأولى سلاحه ويطلق 12 رصاصة باتجاه الشاب مايكل براون البالغ من العمر 18 عاماً. وأضاف: "السبب بأن ضميري مرتاح هو أنني قمت بعملي في شكل جيد"، وأردف: "لا أعتقد أن هذا الأمر سيقلقني. سيبقى شيئاً حصل معي". ورداً على سؤال عما إذا كان قد تصرف بالطريقة ذاتها مع شاب أبيض، أجاب الشرطي "نعم، (...) من دون شك". ووصف مايكل براون بأنه "رجل قوي" يشبه المصارع هوك هوغن و "هجم عليّ وكان يريد أن يقتلني". وقال جيمس نولز رئيس بلدية فيرغسون أنه لم يتم اتخاذ قرار في شأن مستقبل ويلسون في أعقاب قرار هيئة المحلفين العليا عدم توجيه اتهامات جنائية إليه عن واقعة إطلاقه الرصاص على براون. وقال نولز في مؤتمر صحافي يوم الثلثاء إن ويلسون في إجازة إدارية مدفوعة الأجر منذ يوم إطلاق الرصاص على براون في التاسع من آب، وسيبقى في إجازة لحين الانتهاء من تحقيق داخلي. وبعد ثلاثة أشهر من المداولات خلصت هيئة المحلفين الاثنين إلى أن الشرطي ويلسون تصرف بحكم الدفاع المشروع عن النفس بإطلاق اثنتي عشرة طلقة باتجاه براون الذي صفعه أولاً على وجهه قبل أن يلوذ بالفرار. وعاشت مدينة فيرغسون مساء الثلثاء ليلة ثانية من الاضطرابات رداً على إسقاط الملاحقات القضائية بحق ويلسون، فيما عمّت تظاهرات عفوية سائر أرجاء الولاياتالمتحدة. وفي هذه الضاحية الصغيرة لسانت لويس التي تعد 21 ألف نسمة، انتشر 2200 عسكري من الحرس الوطني، أي أكثر بثلاث مرات من يوم الاثنين، لمنع تكرار إشعال الحرائق وعمليات النهب. وأمام محطة الشرطة قام شرطيون بلباس مكافحة الشغب يساندهم عناصر من الحرس الوطني مجهزون بالهراوات والدروع، بصد حوالى مئة شخص يحملون لافتات كتب عليها "لن يسكتونا". وتراجع الحشد نحو مقر البلدية، حيث تم إحراق سيارة دورية وأطلق عناصر الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. وفي سانت لويس، أحرق متظاهرون أيضاً سيارة للشرطة وأعلنت السلطات أن التجمّع "غير قانوني" مهدّدة بتوقيف المحتجين والصحافيين. وفي كليفلاند (أوهايو، شمال) سار متظاهرون الثلثاء احتجاجاً على مقتل فتى في الثانية عشرة في نهاية الأسبوع على يد شرطي فيما كان يحمل سلاحاً زائفاً. وفي نيويورك، سار مئات المتظاهرين في تجمعات مختلفة. وعلى رغم أنهم كانوا هادئين ولم يقوموا بأعمال عنف، فإن اثنين من قادة التجمعات اعتقلا لقيامهما بعرقلة حركة المرور في حي تايمز سكوير وحي لينكولن تانيل الذي يصل مانهاتن بنيو جرسي. وقال ناطق باسم شرطة نيويورك ل "فرانس برس" إن "عدداً من الأشخاص اعتقل. ليس لدينا بعد الأرقام الصحيحة" ولم يعط مزيداً من التفاصيل. وسارت مجموعة أخرى من المتظاهرين في شارع يونيون سكوير بجنوب مانهاتن قبل أن تسلك شوارع عدة هرباً من الشرطة. وكان بين المتظاهرين طلاب من جامعة نيويورك وأعضاء من حزب البيئة في بروكلين وكذلك من جمعيات يسارية وفوضوية. ونزل مئات المتظاهرين إلى شوارع بوسطن وفيلادلفيا (شرق) وناشفيل (جنوب). وأحصت شبكة التلفزة "سي إن إن" تجمعات في 170 مدينة أميركية. ومعظم هذه التجمعات سلمية، لكن تخلل بعضها قطع طرق سريعة مثلما حصل في لوس أنجليس أو أوكلاند على الساحل الغربي. واستخدمت الشرطة في بعض الأحيان الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين مثلما حدث في دنفر وبورتلاند.