تجمعت حشود في العديد من المدن الأمريكية للاحتجاج على القرار الذي أصدرته لجنة المحلفين، يوم الاثنين الماضي؛ بعدم توجيه أي تهمة لرجل شرطة أبيض لقتله الشاب الأسود الأعزل "مايكل براون" في ضاحية فيرغسون بمدينة سانت لويس. إلا أن المظاهرات التي خرجت الليلة الماضية في مدن عديدة من سياتل في الغرب إلى نيويورك في الشرق كانت سلمية إلى حد بعيد، إذ اقتصرت على الهتافات ورفع اللافتات. وفي ضاحية فيرغسون ذاتها، التي شهدت أعمال عنف، وسلب، ونهب، الليلة قبل الماضية، نشرت السلطات الأمريكية نحو 2200 من قوات الحرس الوطني؛ لمنع تكرار أحداث ليلة الاثنين. أما الشرطي الذي قتل الشاب "براون"، ويدعى دارن ويلسون، فقال إن: "ضميره مرتاح". وكانت الحادثة التي وقعت في التاسع من أغسطس الماضي، قد أدت إلى اندلاع أعمال عنف استمرت لعدة أسابيع. وكانت نسبة كبيرة من الأمريكيين الأفارقة تطالب بتوجيه تهمة القتل العمد إلى الشرطي "ويلسون"، ولكن قرار لجنة المحلفين يعني أنه لن يواجه أية تهم جنائية. وهاجم مدافعو أسرة الشاب براون قرار اللجنة، ووصفوه بأنه غير عادل. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إنه أمر وزير العدل اريك هولدر، باتخاذ الخطوات اللازمة لإعادة الثقة، وضمان عدالة تطبيق القانون. يذكر أن جزءاً كبيراً من النقاش الدائر منذ وقوع حادثة قتل الشاب "براون"، تركز حول ما إذا كان الأخير قد شرع بتسليم نفسه للشرطي "ويلسون"، عندما أطلق الشرطي عليه النار وأرداه قتيلاً. وفي أول ظهور إعلامي له، قال "ويلسون" لشبكة آي بي سي: إنه لم يسعه أن يتصرف بأي شكل آخر. وقال: "إن ضميري مرتاح؛ لأني أعلم أني أديت واجبي على خير ما يرام". ووصف "ويلسون" الشاب القتيل بأنه "رجل قوي البنية"، نافياً أن يكون عرقه سبباً لإطلاقه النار عليه.