نزل آلاف الأميركيين الى الشوارع في جميع أنحاء الولاياتالمتحدة من سياتل الى نيويورك مروراً بشيكاغو ولوس انجليس مساء أمس الاثنين إثر قرار القضاء عدم ملاحقة شرطي أبيض قتل شاباً أسود في فرغسون في آب (أغسطس) الماضي. وألقت شرطة فيرغسون قنابل مسيلة للدموع من أجل تفريق المتظاهرين. وسمعت أصوات أعيرة نارية وألقيت زجاجات مع انتشار الغضب بين حشد خارج مركز شرطة فيرغسون. ورشق الحشد أفراد الشرطة الذين شكلوا حائط صد باستخدام دروع مكافحة الشغب خارج المبنى، بزجاجات وعلب معدنية بعد أن سمعوا أنباء نتيجة اقتراع هيئة المحلفين بعدم توجيه اتهام الى الضابط دارن ويلسون. وتجمع حشد أصغر حجماً وأكثر هدوءاً خارج قاعة المحكمة التي اجتمعت فيها هيئة المحلفين، وبدا الذهول على وجوه الكثيرين منهم. وقال انتونيو بيرنز وهو شاب أسود يبلغ من العمر 25 عاماً ويعيش في منطقة فيرغسون، "تلك هي طريقة عمل نظام العدالة... الأغنياء في القمة والفقراء في القاع"، مضيفاً "رجال الشرطة يعتقدون انه يمكنهم الإفلات من العقاب". وتوجه مئات المتظاهرين الى ساحة "تايمز سكوير" في نيوروك حاملين لافتات سوداء كتب عليها "العنصرية تقتل" و"لن نبقى صامتين" وتندد ب"عنصرية الشرطة". وردد المحتجون الذين تزايدت أعدادهم مع الوقت "لا عدالة لا سلام"، فيما شبّه البعض الشرطة بمنظمة "كو كلاكس كلان" ووجهوا اليها شتائم، وفق ما أفادت صحافية في وكالة "فرانس برس". وكانت مروحية تابعة للشرطة تحلق فوق أشهر ساحة في العالم، وحضر قائد شرطة نيويورك بيل براتون الى "تايمز سكوير" حيث ألقى أحد المحجين على وجهه طلاء أحمر. وتجمع المتظاهرون أيضا في ساحة "يونيون سكوير" الى جنوب مانهاتن، فيما قررت مجموعة ثالثة من المحتجين التوجه الى "هارلم سيرا" على الأقدام، فتقدمت في الجادة السابعة خلف لافتة تطالب ب"العدالة من أجل مايكل براون" الشاب البالغ من العمر 18 عاماً الذي قتل بالرصاص في فرغسون في آب الماضي. وفي واشنطن، تجمع بضع مئات المحتجين أمام البيت الأبيض هاتفين "إرفعوا أيديكم لا تطلقوا النار"، الشعار الذي اعتمده المتظاهرون منذ وقوع المأساة في مدينة فرغسون الصغيرة في ميسوري (وسط). ورفعوا لافتات كتب عليها "أوقفوا ترهيب الشرطة العنصري" و"حياة السود لها أهمية"، وفق ما أفاد مراسل "فرانس برس" في البيت الأبيض الذي رأى الموكب يتوجه نحو مبنى "كابيتول". كذلك، جرت تظاهرات في بوسطن ولوس انجليس وفيلادلفيا ودنفر وسياتل وأوكلاند (كاليفورنيا)، حيث قطع متظاهرون طريقاً سريعاً، وكذلك في شيكاغو وسولت ليك سيتي. ولم يذكر وقوع أي حادث بالغ خلال الساعات الأولى من التحركات على رغم التوتر الشديد. وأعلن قرار هيئة المحلفين بعدم ملاحقة الشرطي دارن ويلسون خلال مؤتمر صحافي مساء. ووجه الرئيس باراك أوباما من البيت الأبيض نداءً الى الهدوء، وقال "إننا أمة تقوم على احترام القانون"، داعياً جميع الذين يعارضون قرار القضاء الى التعبير عن معارضتهم "بطريقة سلمية"، مشدداً على أن عائلة مايكل براون نفسها دعت الى تفادي العنف. و,جه الرئيس الاميركي باراك اوباما مساء أمس من البيت الابيض دعوة الى الهدوء، وقال في كلمة مقتضبة استمرت بضع دقائق "نحن أمة قائمة على احترام القانون"، مضيفاً "انضم الى ذوي مايكل براون، الشاب الأسود القتيل، كي أدعو الذين يحتجون على هذا القرار بأن يحتجوا بطريقة سلمية"، مقراً بأن الغضب هو ردة فعل "مفهومة". وتابح قائلاً "أدعو أيضاً قوات الأمن الى ضبط النفس"، محذراً من محاولة "إخفاء المشكلات" المرتبطة بالعنصرية في الولاياتالمتحدة. وقال أيضاً "يجب أن نقر بأن الوضع في فيرغسون يعود الى تحديات أكثر أهمية ما زالت بلادنا تواجهها"، مضيفاً "في الكثير من مناطق البلاد هناك مشكلة عدم ثقة بين قوات الأمن والمجموعات الملونة"، متحدثا عن "إرث التمييز العنصري". وأوضح "هو ليس مشكلة لفيرغسون، إنه مشكلة لأميركا"، لافتاً الى أنه "يجب أن نفهم هذه المشكلات وأن نرى كيف يجب أن نحقق تقدماً. ولكن هذا لن يتم برمي الزجاجات وتحطيم زجاج السيارات، وبالتأكيد بالتعدي على أي كان". وردا على سؤال حول إمكانية زيارة منطقة فيرغسون، لم يكن أوباما واضحاً في جوابه، وقال "لنرى كيف ستتطور الأمور". الى ذلك، أصدرت "إدارة الطيران الإتحادية" الأميركية ليل الإثنين تقييداً موقتاً للرحلات الجوية فوق بلدة فيرغسون. وقالت إدارة شرطة مقاطعة سانت لويس في تغريدة على "تويتر" انه سمعت أصوات إطلاق نار كثيفة من أسلحة آلية في فيرغسون قرب المكان الذي أصيب فيه مايكل براون (18 عاماً) برصاص ضابط الشرطة.