أبلغت مصادر ديبلوماسية «الحياة» أن الاتحاد الأوروبي يعتزم أن يطلب من الحكومة الإيرانية فتح سفارة في طهران، من أجل تواصل أفضل بين الجانبين في مسائل تهم الاتحاد، خصوصاً الإرهاب ومكافحة المخدرات وحقوق الإنسان وقضايا الأقليات الدينية والقومية. وأشارت المصادر إلى احتمال فتح مركز للبرلمان الأوروبي أيضاً، علماً أن وفداً من البرلمان زار طهران أخيراً، والتقى مسؤولين إيرانيين. وقالت مصادر في الخارجية الإيرانية إن الوزارة «ستدرس بإيجابية أي طلب مشابه»، لافتة إلى أن ذلك يرتبط بتقدّم المفاوضات بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي. ورأت المصادر أن وزير الخارجية محمد جواد ظريف والرئيس حسن روحاني يعملان على تعزيز العلاقات مع الدول الغربية، لفك الحصار المالي والاقتصادي الذي تفرضه الولاياتالمتحدة على إيران. في غضون ذلك، أعلن عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني أن موعد تنفيذ اتفاق جنيف الذي أبرمته إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) «سيتحدد بعد تسوية نقاط خلاف حول الاتفاق». ووصف جولة المفاوضات الثالثة على مستوى خبراء بين الجانبين بأنها كانت «إيجابية»، لافتاً إلى استكمال «القضايا الفنية»، لكنه استدرك أن ثمة «نقاط خلاف حول الاتفاق يجب درسها على مستوى سياسي، وحالما تُسوّى سنحدّد موعداً نهائياً لتنفيذ الاتفاق». وأشار إلى أن هذه الخلافات سببها «تفسيرات مختلفة وخارجة عن نص اتفاق جنيف»، مضيفاً أنه سيلتقي في الأيام المقبلة هيلغا شميد، مساعدة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون. وكان رئيس وفد الخبراء الإيرانيين حميد بعيدي نجاد، قال إن «أحد أهم المقترحات التي تم الاتفاق في شأنها مبدئياً، هو تحديد 20 كانون الثاني (يناير) موعداً لتنفيذ الاتفاق، والذي يجب أن يحظى بموافقة المديرين السياسيين» في وزارات خارجية إيران والدول الست. وأشار إلى «حالتين أو ثلاث حالات ليست ذات طابع فني، بل طابعها سياسي مهم جداً وتحتاج إلى درس ومصادقة نهائية عليها على مستوى المسؤولين السياسيين». أما سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي، فشدد على «ضرورة أن يكون نزع السلاح النووي للكيان الإسرائيلي من شروط الوفد الإيراني لمواصلة محادثاته مع الدول الست». وذكّر بأن طهران تعتبر إسرائيل «عدوة للإنسانية». إلى ذلك، أعلن ظريف أنه سيزور المملكة العربية السعودية «في فرصة مناسبة، لتحسين العلاقات» بين طهران والرياض. وأضاف: «تحسين العلاقات مع دول الخليج من أولويات الخارجية الإيرانية». هزة أرضية على صعيد آخر، أعلنت السلطات الإيرانية مقتل شخص وجرح أكثر من 30، بهزة قوتها 5.5 درجات في مقياس ريختر، ضربت محافظة هرمزكان جنوب البلاد، ملحقة أضراراً مادية ضخمة بمنازل ومبانٍ. الهزة ضربت منطقة بستك التابعة للمحافظة، وتبعتها خمس هزات ارتدادية. وأمر روحاني الجهات المعنية ب «الإسراع في تقديم المساعدات الضرورية للمنكوبين»، معرباً عن «أسفه للحادث المؤلم». وأعلن وجوب «التعويض عن الخسائر التي لحقت بالمنكوبين». مؤتمر حزبي من جهة أخرى، أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية قائمة بأحزاب وتنظيمات سياسية مدعوة إلى المشاركة في أول «مؤتمر للتقارب الفكري للأحزاب» يبدأ في مقر الوزارة غداً. وأشارت إلى أنها دعت 56 حزباً وتنظيماً سياسياً وشخصيات ونشطاء سياسيين إلى حضور المؤتمر الذي يُعقد برعاية وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي. وبين الجهات المدعوة حزب «مؤتلفة الإسلامي» الأصولي و «كوادر البناء» الإصلاحي و «مضحو الثورة الإسلامية» الأصولي و «اعتماد ملي» الإصلاحي. في الوقت ذاته، أعلن وزير الاستخبارات السابق حيدر مصلحي العثور على «كتيّب عن فتنة 2009»، في إشارة إلى الاحتجاجات التي تلت إعادة انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، في «مكتب أحد قادة التيار»، لافتاً إلى أن الكتيّب «يشير إلى الأحداث السابقة وطابع البرنامج المستقبلي للأحداث المقبلة». وأضاف: «بعد مطالعة الكتيّب، أدرك أن لغته مشابهة للغة منشورات حزب توده الماركسي». واعتبر أحداث 2009 «مؤامرة دولية هدفها إطاحة النظام في إيران».