قبل ساعات قليلة من اجتماع تاريخي منذ 1979 بين وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف في إطار اجتماع لمجموعة الدول الست الكبرى مع ظريف حول الملف النووي الإيراني. شدد كيري ونظيره الصيني وانغ يي أمس الخميس على أهمية ان تقوم إيران (بالرد) على العرض المطروح أمامها بخصوص ملفها النووي وفق ما نقل مسؤول أمريكي. وصرح هذا المسؤول للصحافيين في نيويورك ان (الولاياتالمتحدة والصين تعتبران ان على إيران التعاون والرد في شكل إيجابي على العرض المطروح في شأن برنامجها النووي. وكانت مجموعة الدول الست تقدمت بعرض لإيران في وقت سابق هذا العام وذلك قبل انتخاب حسن روحاني رئيساً يقضي بأن تعلق طهران تخصيب اليورانيوم في شكل تدريجي مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها. واضاف المسؤول في الخارجية الأمريكية ان كيري ونظيره الصيني التقيا (للتنسيق) حول اجتماع مجموعة خمسة زائد واحد أمس لافتاً إلى انهما ناقشا السبل الدبلوماسية وكذلك العقوبات بحق إيران. كما تطرق الجانبان إلى سياسة الانفتاح التي تنتهجها طهران اثر انتخاب المعتدل روحاني الذي تولى منصبه في أغسطس. بدوره أبدى الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني في الأممالمتحدة عزمه على التحاور مع واشنطن لتسوية أزمة النووي ودان المحرقة في ما يعتبر تغيراً جذرياً في النهج السياسي لاقى ترحيبا في إيران والخارج على الرغم من لقاء لم يتم مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وكانت الزيارة الأولى لروحاني مناسبة (لكسر الجليد) بين إيرانوالولاياتالمتحدة بحسب صحيفة اعتماد الإصلاحية حتى وان لم يكن هناك (المصافحة) التاريخية مع الرئيس أوباما في حين قطع البلدان علاقاتهما الدبلوماسية في1980. وفي مقابلة لصحيفة واشنطن بوست ضاعف روحاني التصريحات عن عزمه التوصل إلى حل سريع واشار إلى جدول زمني من (ثلاثة اشهر) . وقال (ستة اشهر فترة زمنية مقبولة لكن يجب ان تكون مسألة اشهر وليس سنوات) . وأكد روحاني عزم (حكومته) وجاهزيتها لإجراء مفاوضات حول النووي. وأوضح روحاني ان مثل هذا الاتفاق سيسمح بتطبيع العلاقات مع الولاياتالمتحدة. ودان روحاني (جرائم النازيين بحق اليهود) على خلاف سلفه محمود أحمدي نجاد الذي أنكر من على منبر الأممالمتحدة وقوع المحرقة مضيفا ان هذه (الجريمة) لا تبرر (الاحتلال) الإسرائيلي (المدان) ايضاً. ورحب الغربيون بتصريحات روحاني وكذلك المسؤولون الإيرانيون الاصلاحيون والمحافظون. وقال رئيس بلدية طهران غلام حسين كرباشي (معتدل) ان (روحاني عبر عن إرادة الأمة) . ورحب رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال حسن فيروز ابادي القريب من المرشد الأعلى علي خامنئي ب (المواقف الثورية والحازمة) لروحاني. من جهته وصف غلام علي حداد عادل المقرب من المرشد الأعلى الذي يقود الكتلة البرلمانية المحافظة خطاب روحاني ب (الإيجابي) مؤكداً انه لم يقدم تنازلات (حول حقوق الأمة) على حد قوله.