أوضح الفائز بجائزة «شاعر شباب عكاظ» الشاعر علي الدندن أن فوزه بالجائزة «يذكرني في غمرة عملي في المختبرات الطبية بأنني مهما أوغلت في التكنولوجيا، فإن جذوري تضرب عميقاً في الصحراء، وجيناتي متصلة بجينات النخيل، ودورتي الدموية مرتبطة بالينابيع». وقال الدندن الذي فاز عن قصيدته «حناء من سراب» ل«الحياة» إن فوزه يعني أنه تورط أكثر في الشعر، «كأن عكاظ البدايات تهمس في أذني أن أحمل على عاتقي سؤال الشعر إلى الخواتيم، وأن أغامر في اكتشاف أسراره واكتناه خباياه إلى أقصى ما يمكن أن تلامسه أيدي المغامرة، وأن أكتب قصيدة متجددة مرتبطة بحياة الإنسان وهمومه». وللمرة الثانية تذهب الجائزة إلى شاعر من الأحساء، إذ سبق للشاعر الأحسائي حيدر العبدالله أن حازها، وحول ما إذا كان يعني له هذا الأمر شيئاً، قال الدندن: «أختلف معك في هذا التوصيف قليلاً، فالجائزة ذهبت هذا العام وفي الأعوام السابقة للوطن، كل الوطن، متمثلة في الأحساء، أمي الجميلة، أحساء الشعر والنخيل والينابيع والإنسان الفطري النبيل، وقبل كل شيء، أحساء التعايش»، مشيراً إلى أن التأثر في البدايات أمر طبيعي، «ما لم يصل لمرحلة التماهي، وما لم يقع الكاتب في شراكه، ويعجز عن التخلص منه». وقال إنه يسعى «لكتابة قصيدة تمثل صوتي الداخلي، وأحرر حنجرتي من الحبال الصوتية للشعراء الذين أحب تجاربهم، فالشعر بوصفه حال تجدد وتعدد، لا يطيق الأصوات التي تحمل ذات الترددات الشعرية، وتعزف ذات النغمة». وذكر أنه لا توجد خصومة بين الأجناس الأدبية، «الرواية هي الأخت الصغرى المدللة في أسرة الأدب، وتستحق منا بعض العطف والحنان والعناية، فالشعر احتلّ مكانة جليلة القدر في الثقافة العربية، وما يزال، ولا يضيق صدره بأخته الصغرى، علاوة على إيماني أن الشعر هو المحيط العظيم الذي تصب فيه كل الأنهار المعرفية والأجناس الإبداعية الأخرى، والشعر الجميل هو الشعر الذي يتمثّل الأشكال الإبداعية الأخرى ويتعالق مع الحياة من العمق».