منذ ربع قرن تقريبا، كان الشعر يجمع بشكل دائم عددا من الأصدقاء في إحدى واحات الأحساء التي تشتهر بكثرة الينابيع ووفرة الماء العذب، ومع انسياب الماء والشعر جاءت فكرة تأسيس منتدى إبداعي يهتم بالشعر، وربما لاجتماع الشعر والماء العذب اتفق الجميع على أن يكون اسم المنتدى "الينابيع الهجرية". وفي استعادته لذكرى تأسيس هذا المنتدى، خلال محاضرة نظمها أول من أمس "منتدى بوخمسين الثقافي" في مدينة المبرز، بالمنطقة الشرقية يقول رئيس "الينابيع الهجرية" الشاعر ناجي الحرز: إن هذا المنتدى ساهم بشكل كبير في تطوير الحركة الشعرية في واحة النخيل والشعر "الأحساء" طوال ربع قرن لم يجد الشعراء أي منتدى للتجمع، أو صالون أدبي أو حتى جلسة خاصة بالشعر، فكل شاعر كان يهيم بمفرده وتظل قصائده راكدة. وبحضور نخبة من الشعراء والأدباء والمهتمين بالشأن الثقافي، اعتبر الحرز أن تطوير أدوات أي شاعر يحتاج إلى عاملين رئيسين هما (المرجعية الأدبية التي تشجعه وتوجهه، ووجود جو أدبي يتعايش معه ويبث فيه روح الحماس، وهذه الأمور لم تكن موجودة في الأحساء قبل تأسيس منتدى الينابيع) حسب قوله. وأضاف الحرز: إن فكرة تأسيس الينابيع قبل ربع قرن، كانت عبارة عن اجتماع بعض الشعراء في منزله بشكل أسبوعي، وكانوا لايتجاوزون السبعة شعراء، حتى تطور المنتدى وانضمت إليه شريحة كبيرة، بما فيهم جيل الشباب، ودلل الحرز على "أهمية الينابيع" بأن الكثير من أعضائه حصدوا جوائز على مستوى العالم العربي والخليجي والوطني، ومنهم الشاعر جاسم الصحيح الذي رفع راية الشعر السعودي في أكثر من محفل، والشاعر ناجي حرابة والشاعر جاسم عساكر، إضافة للحضور اللافت للناقد محمد الحرز.