تبدأ إيران والدول الست المعنية بملفها النووي في فيينا اليوم، المرحلة الأخيرة من مفاوضات يأمل الجانبان بأن تُفضي إلى إبرام اتفاق بحلول الأحد المقبل، يطوي الملف على رغم خلافات عميقة. وأعلنت الخارجية الأميركية أن الوزير جون كيري توجّه إلى لندن حيث سيجري محادثات مع مسؤولين أوروبيين وشرق أوسطيين عن الملف النووي الإيراني، قبل انتقاله إلى فيينا للمشاركة في المفاوضات بين طهران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا). وأشار مسؤولون إلى أن كيري قد لا يشارك في كل جلسات المفاوضات، لافتين إلى أنه قد يزور عواصم أخرى. وعشية مفاوضات فيينا، أجرى وزير الشؤون الخارجية العُماني يوسف بن علوي محادثات في طهران مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف والرئيس حسن روحاني. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن «مسؤول سياسي»، وصْفَه الزيارة بأنها «غير رسمية»، مشيراً إلى أنها تطرّقت إلى «قضايا ثنائية» و «مكافحة الإرهاب والتطرف». (للمزيد) وكانت مسقط استضافت الأسبوع الماضي، محادثات دامت يومين بين كيري وظريف وممثلة الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، تلتها جلسة على مستوى المديرين السياسيين لإيران والدول الست. وتلقى ظريف اتصالاً هاتفياً من نظيره الصيني وانغ يي، الذي اعتبر أن المفاوضات «بلغت مرحلة حساسة»، داعياً الجانبين إلى «العمل للتوصل إلى اتفاق عادل وشامل». ووقّع مئة نائب عريضة لمساءلة ظريف عن المفاوضات النووية، فيما ذكر النائب إبراهيم كارخانه، رئيس لجنة الطاقة النووية في مجلس الشورى (البرلمان)، أن طهران رفضت خلال محادثات كيري– ظريف– آشتون في مسقط، اقتراحاتٍ أميركيةً وردت في وثيقة من 8 صفحات، اعتبر أنها «أعادت المفاوضات النووية إلى النقطة صفر». ووصف الاقتراح بأنه «معاهدة فاشلة وظالمة لا يمكن الوفد الإيراني قبولها»، إذ تحوّل برنامج طهران النووي «ديكوراً». وقارن اقتراحات واشنطن بمعاهدة تركمان جاي التي أبرمتها طهران مع موسكو عام 1828، متخلّية بموجبها على أراضٍ لروسيا القيصرية بعد هزائم عسكرية. ونشر حساب مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي على موقع «تويتر» تغريدات اعتبرت إحداها أن «كمية ضخمة من الحاجات المستقبلية للبلاد من الطاقة ستؤمنها الطاقة النووية، وإلا اضطرت إيران إلى تسوّل الكهرباء». وأشارت أخرى إلى أن «العلوم النووية هي إنجاز ضخم للبشرية يمكن ويجب أن تُستخدم في سبيل رفاهية الشعوب وتنمية كل المجتمعات البشرية». إلى ذلك، أظهر استطلاع للرأي أعدّه موقع «خبر أونلاين» القريب من رئيس البرلمان علي لاريجاني، أن 58 في المئة من الإيرانيين يؤيدون اتفاقاً «نووياً» مع الدول الست. وبين هذه النسبة، يؤيد 42 في المئة اتفاقاً شاملاً يحفظ مصالح إيران، فيما ذكر 16 في المئة أنهم ضاقوا ذرعاً بالمفاوضات النووية، معتبرين أن أي اتفاق سيكون أفضل من الوضع الحالي. في المقابل، يريد 22 في المئة من الوفد الإيراني أن «يقاوم قوى الاستكبار»، معتبرين أن المفاوضات هي مجرد ذريعة للغرب لتقويض استقلال إيران. وأعلن قائد ميليشيا «الباسيج» (متطوعي «الحرس الثوري») الجنرال محمد رضا نقدي، دعمه الوفد الإيراني، مستدركاً: «إذا كان الاتفاق (المحتمل) مجحفاً بحقوقنا النووية، الأفضل عدم إبرام اتفاق سيئ». في غضون ذلك، أكد رئيس مجلس صيانة الدستور أحمد جنتي، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما وجّه رسالة إلى خامنئي، تدعو إلى تعاون واشنطنوطهران في محاربة الإرهاب. وأضاف أن أوباما تمنّى للمرشد شفاءً تاماً بعد خضوعه لجراحة.