أعلن «حزب الله» امس، عن «تحرير عنصر لديه» من «جهات خاطفة» لم يسمها، مقابل إطلاق «أسيرين لدى الحزب من المسلحين». وتبين لاحقاً أن عنصر الحزب هو عماد لبنان عياد الذي كان اعتقله عناصر من «الجيش السوري الحر» في التاسع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي خلال اشتباكات داخل الأراضي السورية، وهي اشتباكات تلت معركة بريتال بين الحزب والمسلحين السوريين. وأوضح بيان صادر عن الحزب أنه «بتوفيق من الله عزّ وجلّ، وبعد مفاوضات استمرت لأسابيع مع الجهات الخاطفة، تم تحرير الأخ الأسير عماد عياد، مقابل إطلاق سراح أسيرين كانا لدى «حزب الله» من المسلحين، وذلك ظهر اليوم (أمس) الثلثاء، مع الدعاء أن يمن الله على كل الأسرى والمخطوفين بالحرية والسلامة». وكان «الجيش السوري الحر» أعلن بعد أسر عياد «أن أسير «حزب الله» عماد عياد معه ولا علاقة ل «جبهة النصرة» به، وهو في صحة جيدة على رغم إصابته الطفيفة في يده وقدمه خلال الاشتباكات ولا خطر عليه»، لافتاً في حينه إلى أنه «بانتظار اتصال من الحزب من أجل التفاوض». وأشار «الجيش الحر» إلى أنه «يريد مقايضة عياد بمعتقلين لدى الحزب وأولهم النساء المعتقلات لديه ولدى النظام السوري»، لافتاً إلى «عدم وجود لائحة بأسماء معينة حتى الساعة بانتظار رد الطرف الآخر». ووزع الجيش «السوري الحر» عبر حسابات تابعة له على موقع «يوتيوب» شريطاً مسجلاً لعياد، والدته آمنة حمود، ومن مواليد بيروت في 31 تشرين الأول 1990، وسجله يحمل الرقم 974 – الباشورة. وتم أسره من قبل «ثوار تجمع القلمون الغربي». وتأتي هذه المبادلة، في ظل استمرار التفاوض بين الدولة اللبنانية وبين «النصرة» و «داعش»، على تحرير العسكريين اللبنانيين المخطوفين منذ 2 آب (أغسطس) الماضي. وتخضع هذه المفاوضات الى تجاذب وتأرجح في ظل استمرار اعتصام أهالي العسكريين قبالة السراي الحكومية للضغط على الحكومة كي تسرّع مبادلة هؤلاء العسكريين بموقوفين إسلاميين في سجن رومية. وهي مبادلة خضعت وتخضع لخلافات داخل الحكومة، حيث يعترض البعض على تلبية مطالب الخاطفين بحجة الحفاظ على هيبة الدولة. واعتبرت مصادر رسمية ل«الحياة»، أن حصول المبادلة بين «حزب الله» و «النصرة»، يفترض أن يسهّل قيام الجانب اللبناني بالمبادلة من جهته لضمان إخلاء سبيل العسكريين، طالما أن الحزب قام بعملية المبادلة. وعلمت «الحياة» أن المفاوضات بين «حزب الله» والخاطفين كانت بدأت منذ فترة طويلة من خلال احد المشايخ الذي نجح في تأمين قنوات التواصل بينهما.