جدّد مجلس الوزراء اللبناني تفويض رئيسه تمام سلام وثقته به «لمواصلة التفاوض بكل الوسائل والقنوات المتاحة توصلاً إلى تحرير الجنود المخطوفين على أن يُطلع مجلس الوزراء على نتائجها»، في وقت قال قائد الجيش العماد جان قهوجي إن «الجيش رصد خلية إرهابية في طرابلس نعمل على ملاحقة أفرادها من دون وقوع معركة وهدر دماء أبرياء، لكننا سنلجأ إلى الحل العسكري إن لم تنفع الحلول السلمية». وكان مجلس الوزراء انعقد أمس لثماني ساعات برئاسة سلام الذي استهل الجلسة بتأكيد المطالبة بوجوب انتخاب رئيس جمهورية بأسرع وقت كي يستقيم عمل كل المؤسسات الدستورية. واعتبر سلام أن «عيد الأضحى يأتي حزيناً هذا العام في ظروف صعبة يمر بها البلد نتيجة سقوط شهداء وجرحى ومخطوفين من أبناء الوطن». (للمزيد) وأوضح وزير الإعلام رمزي جريج أن مجلس الوزراء أوفد وزير الصحة وائل بو فاعور للاجتماع مع أهالي العسكريين المخطوفين الذين كانوا معتصمين قرب السراي الحكومية فطمأنهم باسم المجلس الى أن قضية أبنائهم تشكل أولى أولويات الحكومة. وأضاف:» قدم سلام عرضاً إجمالياً لقضية المخطوفين، واضعاً المجلس في جو المساعي التي يقوم بها توصلاً إلى تحريرهم، آملاً بأن تأتي الأيام المقبلة بأخبار إيجابية في هذا الشأن. وأضاف سلام أنه يتابع الموضوع ليلاً ونهاراً مع وزير الداخلية نهاد المشنوق والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم وأن الدولة القطرية تلعب في عملية التفاوض الجاري دوراً مهماً وإيجابياً. وأبدى الوزراء وجهات نظرهم حول القضية فأكّدوا تضامنهم مع الأهالي في معاناتهم ووجوب متابعة المفاوضات وضرورة استعمال الوسائل المتاحة للتوصل إلى تحرير المخطوفين». وأكّد مجلس الوزراء ضرورة إبعاد موضوع الجنود المخطوفين والمفاوضات الجارية من أجل تحريرهم عن التداول الإعلامي المكثّف والمثير حفاظاً على سلامتهم وعدم استغلال قضيتهم بشكل يحقّق مآرب الإرهابيين التكفيريين. وقالت مصادر وزارية ل «الحياة» إن مناقشة التفاوض في ملف العسكريين المخطوفين استغرقت أكثر من 3 ساعات لكنها جرت بهدوء ومن دون بروز خلافات عليها. وأضافت المصادر أن سلام أكّد للوزراء أن نجاح الوساطات في وقف قتل العسكريين أتاح حصول تقدم في التفاوض وأن تجديد مجلس الوزراء ثقته بخلية الأزمة المعنيّة بالملف يجعل الدولة تفاوض من موقع قوّة لأن وحدة الموقف اللبناني تؤكد القدرة على تحقيق إنجازات في الموضوع. وذكرت المصادر أن هناك اتفاقاً على التكتّم في شأن المفاوضات والمبادلة لإطلاق العسكريين، مشيرة إلى أن الوسيط القطري يعمل على تثبيت الضمانات الجديّة بضمان سلامة العسكريين بموازاة البحث في حيثيات حل القضية مع الخاطفين. وأشارت إلى أن لا معلومات عن تحرك تركي حتى الآن في هذا الشأن على رغم أن سلام كرّر القول إنه طلب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تلعب بلاده دوراً في التفاوض مع الخاطفين. وكان العماد قهوجي قال في حديث مع محطة «سكاي نيوز» إن «الجيش اللبناني عزّز انتشاره في تلال عرسال، وعزل البلدة عن أطرافها، لمحاصرة المسلحين ومنع وصول أي إمدادات اليهم»، مشدداً على أن «حزب الله لم يشارك في معركة عرسال، ومراكزه تبعد عن حواجز الجيش نحو 12 كيلومتراً». وفيما لم يستبعد قهوجي «نشوب معركة جديدة مع المجموعات المسلحة على أطراف بلدة عرسال»، قال إن» الجيش يكثّف مراقبة مخيّمات للنازحين السوريين، ويوقف من يشتبه به». وأضاف: «تعرضنا في معركة عرسال إلى هجوم من داخل المخيمات». وأوضح قهوجي أن «الموقوف عماد جمعة (الذي تسبب توقيفه في 2 آب/أغسطس الماضي باندلاع الاشتباكات مع المسلحين السوريين)، مسؤول في تنظيم «داعش» اعترف خلال التحقيق معه أن المجموعات المسلحة كانت تخطط لمهاجمة الجيش اللبناني، واجتياح القرى الشيعية والمسيحية في البقاع، لإيقاع فتنة مذهبية وطائفية في لبنان».