خرقت اشتباكات عنيفة اندلعت الهدنة، التي تم التوصل اليها امس بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في معضمية الشام قرب دمشق، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون. في شمال البلاد، واصل الطيران الحربي والمروحي السوري قصف مدينة حلب وريفها لليوم الثاني عشر على التوالي. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن "اشتباكات بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في شرق وشمال مدينة معضمية الشام". ويأتي ذلك غداة التوصل الى اتفاق بين النظام ومقاتلي المعارضة في المعضمية دخل حيز التنفيذ الاربعاء ونص على رفع العلم السوري على خزانات المياه في المدينة لمدة 72 ساعة مقابل وقف القتال وادخال مواد غذائية الى المدينة المحاصرة منذ اكثر من عام والتي تعاني من نقص فادح في المواد الغذائية والطبية. واتهم ناشط اعلامي يقدم نفسه باسم احمد في المعضمية قوات النظام بخرق الهدنة.وقال لوكالة فرانس برس عبر الانترنت "لقد فتحوا النار بالرشاشات الثقيلة، بينما كنا ملتزمين بالهدنة، ومن دون سبب"، مضيفا ان معارك اندلعت بعد ذلك. وقال المرصد السوري ان "امرأة واربعة أطفال من عائلة واحدة قتلوا نتيجة قصف جوي بالبراميل المتفجرة على مناطق في خان الشيخ".وكان في الامكان اليوم مشاهدة العلم السوري مرفوعا فوق خزانات المياه في المعضمية، وفق ناشطين، الا ان المساعدات الموعودة لم تدخل.وقال احمد "لا تزال الاعلام مرفوعة، لكن لم يصل اي تموين". وينص الاتفاق على استمرار وقف النار حتى بعد انتهاء ال72 ساعة، وعلى عدم دخول الجيش المدينة، بحسب ما ذكر مسؤولون في المجلس المحلي للمعضمية المعارض.واكد مصدر مقرب من النظام حصول الاتفاق، مشيراً من جهته الى انه يشمل تسليم الاسلحة الثقيلة الموجودة مع المعارضة المسلحة في المدينة. ودان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية "استخدام النظام سياسة التجويع الممنهج كوسيلة حرب ضد ابناء الشعب السوري" لا سيما في المعضمية.واضاف ان "النظام المجرم أجبر اهالي المعضمية (على) رفع العلم الذي يتخذه شعاراً في اعلى نقطة بمدينتهم، مقابل ادخال قوافل اغاثة انسانية تقيهم الموت جوعاً وبرداً، وهو ما يمثل اشد وسائل انظمة الاستبداد انحطاطاً"، وفق تعبيره. واجلي قبل اكثر من شهرين الاف المدنيين من المعضمية بموجب اتفاق غير معلن بين قوات النظام والمعارضين على الارض في المدينة.في حلب، افاد المرصد الخميس عن قصف بالبراميل المتفجرة على حي مساكن هنانو في شرق المدينة.كما قتل طفل وامرأة جراء غارة للطيران الحربي على مناطق في بلدة دارة عزة في ريف دمشق. وكان القصف الجوي على حلب وريفها اوقع الاربعاء 12 قتيلاً، فيما احصى المرصد حتى الاثنين، اي في خلال عشرة ايام تقريبا 400 قتيل.ونددت حكومات غربية وجامعة الدول العربية ومنظمات غير حكومية بحملة القصف الجوي العنيف التي تطال المدنيين ولا توجه الى هدف عسكري ظاهر. وقال ناشط في بلدة مارع في ريف حلب لوكالة فرانس برس "عندما يبدأ القصف، تشعر بانك ستموت في اي لحظة. النظام ينظر الينا جميعا على اننا ارهابيون: سواء كنا مدنيين ام لا، رجالا ام نساء ام اطفالاً كل من يعيش في منطقة محررة هو ارهابي بالنسبة له".