تتعدد قصص الحب بين ما هو مثير وما هو مأسوي. قصص كتلك على عاشها قيس وليلى، وعنتر وعبلة، حُفرت في تاريخنا القديم بالشعر والغزل والدموع والدم... لكن كل القصص ليست مأسوية. في قطر مثلاً، كُتبت قصة «هوبي تشان» بحبر الشغف باليابان. يروي جاسم في متجره الذي افتتحه أخيراً في الدوحة، قصته التي تكللت ب«هوبي تشان» (Hobby Chan). يقول: «كان لدي اهتمام بالثقافة اليابانية منذ سنوات قبل زواجي، وكان اهتمامي بشكلٍ خاص للمجسمات التي تعكس صور من فنون الإنمي اليابانية الشهيرة، اذ كنا نشاهد ونحن صغار مسلسلات مثل كابتن ماجد، وجرينديزر. وبعد الزواج تفاجأت بأن لدى زوجتي الاهتمام ذاته بفن الأنمي والدمى التي تُصنع خصيصاً لهذا الفن». ويضيف جاسم أنه درس التصميم في الجامعة الأميركية في الشارقة، ودرست زوجته أيضاً التصميم، ولكن في جامعة فرجينيا بالدوحة، لكي يتعمقا في كيفية تصميم تلك الدمى اليابانية الشهيرة. ويشير جاسم إلى أنه وزوجته قررا قضاء شهر العسل في اليابان، وزارا خلاله أغلب الأماكن المشهورة بتصنيع الدمى المختلفة بفنون الإنمي، والتقيا الفنان الياباني داني شو، الذي يملك شخصية الإنمي اليابانية الشهرية «ميراي» والمسجلة باسمه في اليابان، حيث تمثل شخصية سياحية بامتياز. وقرر داني شو بعد ذلك أن يتعاقد مع جاسم وزوجته ليكونا الوكيلين الحصريين في الشرق الأوسط لمنتجاته. ويؤكد جاسم أن الزيارة حققت نجاحاً كبيراً ودافعاً قوياً له ولزوجته كي «نعود وننشئ المتجر الأول في قطر الذي يتخصص في بيع دمى الإنمي اليابانية للكبار والصغار على حد سواء». وقرر جاسم وفاطمة أن يكون المتجر يابانياً كلياً، وأن يطلقا عليه اسم «هوبي تشان» وهو اسم يتكون من كلمتين الأولى انكليزية وتعني هواية، والثانية يابانية وتعني فتاة، ليكون معنى اسم المحل «هواية الفتاة». ويوضح جاسم أن «المجتمع القطري أو الخليجي قد لا يتقبل فكرة مثل هذا المتجر، الذي انتقده البعض لاعتباره أنه يُمثل دخول ثقافة غريبة الى المجتمع القطري»، مضيفاً أنه يوضح لزواره أن الثقافة اليابانية ثقافة ثرية، «ويجب استلهام كل ما هو مفيد منها، مثل فنون الإنمي التي لها محبوها من الكبار والصغار». ويقول جاسم: «لم نتوقع هذا الاقبال عند الافتتاح، اذ حضر أكثر من 300 شخص في مساحة المحل الصغيرة، وانصدم كثيرون من الزوار العاديين بحجم الزوار القطريين والمقيمين المحبين لهذه الهواية، وتراوحت أعمار الزوار من 5 سنوات إلى 35 سنة تقريباً». ويختم جاسم قائلاً إن «كل هواية جديدة قد تواجه مجتمعياً بكثير من الانتقادات لاعتبارها تمثل دخول ثقافة غريبة الى مجتمعاتنا، لكننا يجب أن نستلهم كل ما هو مفيد لثقافتنا العربية، ونضيف أيضاً للثقافات الغريبة أشياء لا يعلموها عنا»، مؤكداً أن اليابانيين «يتعرفون من خلالنا على العديد من العادات والتقاليد العربية الرائعة عندما نتحدث معهم».