قتل أمس 16 عسكرياً عراقياً، بينهم أربعة من كبار الضباط أبرزهم قائد الفرقة السابعة في الأنبار العميد محمد الكروي، ومساعده وآمرا لواءين، إضافة إلى عدد من الضباط برتب أقل، وجنود. وأوضحت مصادر أمنية أن القتلى قضوا خلال هجوم مباغت للجيش على «وكر» ل «القاعدة» في منطقة الحسينيات في وادي حوران، غرب الأنبار، ولكن التنظيم فخخ عدداً من المباني وفجرها لحظة دخول القوة العسكرية إلى المنطقة. وأكدت وزارة الدفاع مقتل العميد الكروي وعدد من مرافقيه، وأعلنت في بيان أمس أن الهجوم نفذ بناء على «معلومات عن فتح تنظيم القاعدة الإرهابي معسكرات لتدريب عناصره الإرهابية على صنع العبوات والأحزمة الناسفة وتفخيخ السيارات وأن ستين إرهابياً تجمعوا في منطقة وادي حوران غرب محافظة الأنبار». وأضاف البيان: كلفت طائرات استطلاع بالتحقق من المعلومات «فحددت المواقع التي تم قصفها (...) ثم توجهت قوة من الفرقة السابعة بإمرة قائدها العميد الركن محمد الكروي وعدد من الآمرين إلى مكان الحادث بالعربات العسكرية». وأوضح إنه «نتيجة للمواجهات العنيفة التي أدت إلى ضرب أوكار الإرهاب وقواعده قامت قوة بمطاردة تلك الفلول الفارة عبر طرق وعره وأدت المطاردات إلى انفجار إحدى العبوات، ما أدى إلى مقتل قائد الفرقة العميد الركن محمد الكروي وعدد من مرافقيه». وقال رئيس اللجنة الأمنية في محافظة الأنبار صهيب الراوي في اتصال مع «الحياة» أمس إن «مقتل العميد الكروي مع عدد من الضباط تطور نوعي وعلى الحكومة الاتحادية اتخاذ إجراءات سريعة». وأوضح أن «وكر تنظيم القاعدة الذي استشهد فيه العسكريون اليوم (أمس) كان تعرض لهجوم جوي من قبل طيران الجيش قبل يومين»، وأوضح أن «الجيش في الأنبار غالباً ما يقوم بدوريات برية في المواقع التي يقصفها الطيران وهو تكتيك فهمه تنظيم القاعدة». وأضاف إن «القاعدة على رغم تدمير وكرها بالطائرات عمدت بعدها إلى تفخيخ عدد من المباني المحيطة به لعلمها بقدوم دورية برية عسكرية إلى مكان الحادث بعد ساعات، وهذا ما حصل فعلاً. وقال ضابط رفيع المستوى في قيادة عمليات الجزيرة والبادية في الأنبار، طالباً عدم الإشارة إلى اسمه ل «الحياة» إن «حادثة مقتل العسكريين في الرطبة تؤكد أن تنظيم القاعدة يهمين على أجزاء واسعة من الصحراء ويعرف بتضاريسها جيداً». وأشار إلى أن «تقارير استخباراتية متواصلة ترد إلينا وتفيد بوجود أوكار للتنظيم على حدود المدن، خصوصاً في شمال راوة وغرب حديثة والرطبة وجنوب الفلوجة»، ولفت إلى أن «هذه الأماكن عبارة عن منطقة صخرية وعرة تنتشر فيها الكهوف والوديان، ولا تستطيع عربات الجيش الدخول إليها، ونسير دوريات راجلة من عناصر الأمن بحثاً عن المسلحين وفي بعض الأحيان نعثر على إرهابيين». وأوضح أن «شبكات تنظيم القاعدة في الأنبار كثيرة تنتشر على مساحة شاسعة، وهذا ما يفسر قدرة التنظيم على تنفيذ عمليات نوعية». وأفادت مصادر أمنية أن وفداً عسكرياً رفيع المستوى وصل إلى الأنبار أمس قادماً من بغداد، فيما قالت مصادر أخرى إن رئيس الحكومة نوري المالكي أمر بتنفيذ عمليات واسعة رداً على الحادث الذي جاء بعد ثلاثة أيام على زيارة رئيس أركان الجيش الفريق أول بابكر زيباري، اطلع خلالها على العمليات الجارية وأعلن قرب دخول طائرات «م 35» القتالية الروسية الخدمة في الأنبار. وفي صلاح الدين شمال بغداد أفادت مصادر أمنية أن مدير الشرطة في قضاء الشرقاط قتل وأصيب ثمانية آخرون غالبيتهم من عناصر حمايته بتفجير استهدف موكبه شمال تكريت. في بغداد أصيب عناصر من الجيش في اشتباكات مع مسلحين مجهولين في منطقة الطارمية المحاصرة منذ أسبوعين. وقالت مصادر أمنية إن الاشتباكات جرت بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة.