تواصل قوات عراقية خاصة لليوم الثالث على التوالي اقتحام مواقع لتنظيم «القاعدة» ومجموعات مسلحة اخرى على مثلث الحدود مع سورية والاردن. وقال مسؤول امني رفيع المستوى ان هذه المنطقة «بدأت تخضع للسلطات العراقية للمرة الأولى، بعدما كانت سائبة امنياً طوال عشر سنوات، فقد استهدفت العملية عقدة لوجستية مهمة في ادامة المجهود الحربي والعملياتي للمسلحين في العراق». وأكد ضابط في الجيش امس، في تصريح الى»الحياة» ان «اقتحام أكثر من وكر لتنظيم القاعدة ومجموعات ارهابية اخرى يجري حالياً في منطقة وادي حوران في المثلث العراقي السوري الاردني لتفكيك معسكرات ومقرات لقيادات هذه الفصائل». وأشار الى ان «قواتنا تمكنت منذ الساعات الاولى، بدعم طائرات مروحية مقاتلة، من اخراج المسلحين الى منطقة تم اختيارها مسبقاً، واستطاعت قتل اكثر من 13 مسلحاً، بينهم مقاتلون عرب يجري حالياً التأكد من هوياتهم، واعتقال 10 آخرين». وعن طبيعة القوة المتمركزة في وادي حوران والأسلحة التي تمتلكها قال المصدر ان «المنطقة تحولت الى شبه قاعدة كبيرة تضم كميات من العتاد والأسلحة واجهزة الإتصالات ومراكز اعلامية بعضها ادخل الى البلاد خلال الاسابيع القليلة الماضية، واستخدم الارهابيون في المواجهات اسلحة متوسطة عبارة عن مدافع رشاشة خفيفة عربات رباعية الدفع غالبيتها مسروقة». وتشكو الاجهزة الامنية في الانبار من عدم السيطرة على هذه المنطقة واعتبرها قادة الجيش والشرطة مركز تهديد لامن المحافظة. وأضاف المصدر «كانت هذه المواقع وحتى قبل ثلاثة ايام مناطق سائبة امنياً لعدم وجود مخافر حدودية قريبة منها وايضاً لكونها نائية لم تصل إليها مراكز الشرطة او قطعات الجيش منذ سقوط النظام السابق في نيسان (ابريل) 2003 وكانت مصدراً مهماً للارهاب». وقال العميد السابق في الجيش أحمد المعيني الى «الحياة» ان «العملية الامنية الجارية منذ يومين في منطقة حوران غرب الانبار، «استهدفت عقدة مهمة استراتيجياً في ادامة المجهود الحربي للفصائل المسلحة القادمة من خارج الحدود، سواء كان من موارد بشرية او اسلحة او اموال او مؤن. وسيطر الجيش على عقدة مواصلات عملياتية مهمة تربطه باكثر من نصف محافظات العراق». وتابع ان «هذه المنطقة تسيطر على الجزيرة الشمالية وفيها امارة خاصة تابعة لدولة العراق الاسلامية، ومتاخمة لمحافظتي نينوى وصلاح الدين، وغير مباشر مع كركوك وديالى، وتهيمن على الجزيرة الجنوبية الملتحمة بمحافظات صلاح الدين والانبار وكربلاء والنجف والقادسية والمثنى بصورة مباشرة، ولها منافذ إلى بغداد في مناطق شمال بابل جنوباً وأبو غريب غرباً». ولفت المعيني إلى أن «صحراء الانبار هي الجزء الاكبر من الهضبة الغربية، اضافة الى وجود عدد من مقالع الرمل والحصى المهجورة هناك والتي اتخذتها المجموعات المسلحة ملاذات امنة لمعسكرات التدريب او اوكاراً لإيواء المتسللين من المقاتلين العرب لاستخدامهم كانتحاريين».