بعد سنوات من التراجع والجمود في مبيعات السيارات بسبب الأزمة المالية والاقتصادية في منطقة اليورو، شهدت أسواق السيارات الألمانية والأوروبية تحسناً ملموساً للشهر الثالث على التوالي، ما أعطى أملاً في إمكان الخروج من الركود الطويل. وأعلنت نقابة أصحاب شركات السيارات الأوروبية «أ سي إي أ» قبل أيام أن عدد السيارات الجديدة التي بيعت وسجلت خلال شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في 27 دولة أوروبية بلغ 938 ألف سيارة، بزيادة 1.2 في المئة عن الشهر الذي سبقه. وعززت شركة «فولكسفاغن» الألمانية موقعها في السوق الأوروبية بعد أن بلغت حصتها من المبيعات في الشهر ذاته 26.2 في المئة مقابل 25.6 في المئة في الشهر ذاته من العام السابق. وفي ألمانيا أعلن المركز الاتحادي لتسجيل السيارات في فلينسبورغ تسجيل بيع 265.4 ألف سيارة جديدة في ألمانيا في تشرين الأول (أكتوبر) الفائت. وقال المركز إن مبيعات السيارات في أيلول (سبتمبر) أعطت مؤشراً إيجابياً على رغم أن الارتفاع كان ضئيلاً وبقي أقل مما بيع في الشهر ذاته من العام 2011. وحققت المبيعات في الأسواق الأوروبية تحسناً متتالياً للمرة الأولى منذ عام 2011. وباستثناء إيطاليا التي تراجعت فيها مبيعات السيارات بحدود 5.6 في المئة ازدادت مبيعات السيارات الألمانية والأوروبية في القارة. وفي ما يخص التنافس الدولي المستمر بين «فولكسفاغن» و «تويوتا» و «جنرال موتورز» لاحتلال المراتب الثلاث الأولى في العالم، لا تزال الشركة اليابانية تهيمن على أسواق السيارات العالمية تتبعها الشركة الأميركية ومن ثم الألمانية. ويبدو أن التراتبية هذه لن تتغير في نهاية العام الحالي بعد عودة «تويوتا» إلى المرتبة الأولى السنة الماضية إثر تراجعها إلى المرتبة الثالثة على خلفية توقف قسم مهم من إنتاجها بفعل الزلزال الذي ضرب اليابان وأدى إلى كارثة نووية في فوكوشيما. وتجاوزت الشركة اليابانية أزمتها بعد نقل القسم الأكبر من إنتاجها إلى دول عدة. ومع ذلك لا تزال إدارة «فولكسفاغن» تعمل على تحقيق هدف انتزاع المرتبة الأولى في بيع السيارات في العالم عام 2018. ووفق التوقعات الأخيرة سيكون التنافس هذا العام شديداً بين اليابانيين والأميركيين. ففي حين يُنتظر أن تبيع «تويوتا» حتى آخر السنة 9.75 مليون سيارة، ستسجل «جنرال موتورز» بيع 9.7 مليون. أما «فولكسفاغن» فستبيع 9.6 مليون سيارة بسبب ضعف السوق الأوروبية ومتاعب تصريف بعض إنتاجها هذا العام في السوق الأميركية. ويتوقع المراقبون أن تحطم مبيعات الشركات العملاقة الثلاث رقم العشرة ملايين سيارة لكل منها في نهاية العام المقبل.