حوّلت فتاة سعودية أحلامها إلى «حقيقة». واستطاعت بفضل إرادتها وما تمتلكه من «حس ابتكاري» تطوير موهبتها جذرياً، لتصنع لنفسها «خطاً ونمطاً ابتكارياً» في الموضة السعودية. وأسهمت نظرتها «البريئة» كطفلة تتفحص ما حولها، في يقظة الشعور بأهمية المشروع الذي خاضته بجدية ومسؤولية شديدتين. وقالت «الستايلست» السعودية أرام قباني في حديث إلى «الحياة»: «أسهم من حولي في اكتشافي من حيث لا أدري، ذلك لكوني أقاسم بعض تطلعاتهن في عملية التغيير، كنت أعلق برأي، وأتفحص كل شيء بدقة متناهية، وهو ما لفتني إلى شغفي الكبير بعالم الموضة والأناقة. فيما اكتشفتُ أن للموضة أسراراً من الماضي». وبين ثنايا الكتب القديمة وجدتْ قباني، «الكثير من الأسرار». وأضافت «أعتقد أن الفخامة تُصنع ببساطة متناهية، فحين رمقت الموضة في السابق بنظرة تفحّص، وجدت أن التاريخ يعيد نفسه، واستطعت من هنا التدرج في طبيعة عملي الذي يلاحق المرأة، إذ تكون في كل زمان ومكان، يعني أنني أبحث لكل سيدة عما يليق بمظهرها تبعاً لنوع شخصيتها». ولم تتوقف «الستايلست» التي نالت البكالوريوس في تصميم الغرافيك من جامعة دار الحكمة في جدة عند هذه الشهادة، موضحة «نلتها مع مرتبة الشرف، لكنني سعيت إلى المزيد من التعلم والتطور، وحصلت على دورات تطويرية في مجال «الستايلست» على أيدي متخصصين وخبراء عالميين من أوروبا، لهم باع في هذا المجال، كما أن لي ذوقي الخاص في مجال الشعر والماكياج بتفاصيلهما الدقيقة». وحول الفكرة والانطلاق، قالت أرام التي تنحدر من غرب المملكة: «أعلم جيداً صعوبة التخصص لندرته في السعودية، لكنه بالنسبة إلي بمثابة حُلم، وأطمح إلى الريادة في هذا المجال، بتعزيز أسمي ضمن الأوائل في السعودية، وطموحي ينحو في اتجاه صنع مستقبل رائد تتبعه الأخريات في السعودية». وأكدت قباني أهمية الدعم الأسري، إذ «وجدتُ رعاية من أسرتي وزوجي، وهو ما خفف علي صعوبة المجال لكثرة متطلباته، وأنا ممتنة لهم على ذلك». فيما لا يخلو هذا الطريق من «المصاعب»، مضيفة «يدهمني الوقت من حيث لا أشعر، فالساعة تجري، والعمل الاحترافي في مجال الموضة يحتاج إلى التدقيق والبحث والتنسيق، بخاصة في جلسات المصممين والتصوير». وعن رأيها في مستوى أناقة المرأة الخليجية، مقارنة بنظيرتها السعودية في مجال الموضة والجمال، ذكرت أن «السعوديات مثقفات وناجحات، يولين اهتماماً بالغاً بالموضة والأزياء، وكل ما يتعلق بعالم الجمال، وهن على درجة عالية من الوعي، ويثبت صدق هذا الرأي الدراسات التي أثبتت مكانة المرأة السعودية، وتفوقها في هذا المجال، فهي الأكثر اهتماماً بالموضة والجمال من بين نظيراتها العربيات، وتعاملن مع أسماء سعودية رائدة في هذا المجال، بما تتطلبه حياتهن من شهرة وأضواء وأناقة، لذلك أحاول التركيز حول ما تريده المرأة وما يليق بها، وليس إعادة صوغ مظهرها».