أن يخطف فستان الأضواء من عارضته هو أمر طبيعي، فدورها يقتصر على إبراز الفستان. ولكن أن ينجح الفستان في الحفاظ على توازن حاد بين الأضواء المسلّطة عليه وبين نجمة ساطعة ترتديه، مثل بيونسي، فلا بد من أن يكون له سحر خاص ومكانة. ولا بد، إذاً، من أن السر يكمن في الفستان ذاته، تماماً مثلما يحصل على «السجادة الحمراء» التي تسير عليها النجمات صعوداً لتضئن «ليل الأوسكار». هناك تسبق أسماء مصممي الأزياء وأعمالهم أسماء المشاهير في عالم السينما. عالم الأزياء تراكم تاريخي، فيه منعطفات أساسية، والكلام عن نجاح تحقق في عشرة أعوام، يصنّف رقماً قياسياً، فشهرة مصمم الأزياء تتطلب الكثير، وأقلّه التميّز في عالم باتت الموضة فيه أمراً لا يمكن التغاضي عنه. ريم عكرا، اسم لمع في 1997 في ذلك العالم، من خلال مجموعة فساتين أعراس قدّمتها في نيويورك. بريقها ما لبث أن تحوّل شهرة عالمية، ارتحلت من الولاياتالمتحدة، إلى بلدها الأم لبنان، مروراً بدول وأرجاء كثيرة، حتى أصبحت حاضرة في أكثر من 150 محلاً حول العالم. الأميركية - اللبنانية، يتردد اسمها على تلك «السجادة الحمراء»، وفي حفلات توزيع الجوائز الكبرى، وتحتل أزياؤها أغلفة المجلات العالمية، من متخصصة بالأزياء إلى مجلات تعنى بالمجتمع والمشاهير في شكل عام. وإذا لم تجد أثراً لأزياء عكرا على غلاف Vogue أو Weddings أو Elle أو Instyle... وغيرها من المجلات العالمية، فإنك حتماً ستجده في الصفحات الداخلية التي تعنى بالموضة، إن من خلال طرح مجموعة من الصور للتحدّث عن «أسلوب» خاص متميّز، أو للإشارة إلى نجمة ارتدت فستاناً من تصميم عكرا، على أنها النجمة «الأكثر أناقة». صيت أزياء ريم عكرا وصل إلى درجة أن يأتي أحد أشهر المسلسلات الأميركية وأنجحها، مثل Ugly Betty، على ذكر ريم عكرا «المنقذة الوحيدة لتنفيذ إطلالة مبهرة». أنجيلينا جولي، بيونسي، جينيفر لوبيز، إيفا لونغوريا، هالي بيري، جيل بيدين، أوليفيا وايلد، أوبرا وينفري... وغيرهن من الأسماء الكبيرة في عالم المشاهير، تألقن بفساتين تحمل توقيع ريم عكرا التي حافظت منذ دخولها عالم الأزياء على أسلوب مميز، يصعب تقليده أو التعدي عليه. بتواضع شديد، تتكلم عن مسيرتها العالمية، تبتسم بكل احترام، وتقول: «أنا راضية كل الرضا عمّا وصلت إليه حتى الآن». علاقة عكرا بزبائنها علاقة صداقة مبنية على الثقة، فمن تقصدها تعلم أنها ستجد ما تطلبه من تميز وتألق. والسر الكبير الذي يكمن وراء هذا النجاح: «البساطة التي تصنع أناقة ورقياً في الطلّة، فتعكس شخصية السيدة من خلال ما ترتديه». والشخصية هي البناء الأساسي الذي تعمل من خلاله عكرا، لا سيما عند خوضها غمار الهوت كوتور. أمّا في تقديم أزياء جاهزة، فالسر يكمن في العقلية الشابة للمرأة ومدى استعدادها للتقبّل وإبراز تلك الروح الشبابية، التي لا علاقة لها بالسن، كما تقول عكرا. رضاها عن واقعها، لا يعني أبداً اكتفاءها، أهداف كثيرة لا تزال تريد تحقيقها. هي كتومة، لا تحبذ الإفصاح عن أحلامها أو مشاريعها المقبلة، وتعتبر أن الكلام بعد الإنجاز أفضل بكثير. إقامتها في نيويورك لا تحول دون تعاملها مع نساء من حول العالم: «اتصلت بي عارضة أزياء يابانية تسألني إن كنت أستطيع أن أنفّذ لها فستان زفاف خلال أسبوعين. فطلبت صورة لها، وبعد أن وافقت على الفكرة العامة للفستان، زارتني برفقة 20 وسيلة إعلامية مكلّفة تغطية حفلة زفافها. ومن جلسة القياس الأول كان الفستان شبه كامل، وجاء مثلما حلمت به». قد تكون النساء اعتدن على من تقرأ لهن في الكف أو بالفنجان، ويكفيهن أن يبعثن صورهن إلى ريم عكرا، ومن الصور ستتمكن المصممة الأميركية من أصل لبناني من رسم الفستان المناسب لكل منهن... فستان غالباً ما يحقق أحلام هذه السيدة أو تلك، إذ أن عكرا تحدد من الصور شخصية السيدة وما يليق بها. www.reemacra.com