أدى تفشي ظاهرة «التنمر» بين طلاب التعليم العام في السعودية - ولا سيما بين طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية - إلى اتخاذ وزارة التربية والتعليم قراراً بإدراج الظاهرة ضمن المخالفات السلوكية، وتحديد عقوبات متنوعة لها، تصل إلى حد حرمان الطالب مدة شهر، أو نقله إلى مدرسة أخرى. وأكد مصدر تربوي موثوق به ل«الحياة» أن الوزارة طالبت مديري المدارس بتعزيز الرقابة على سلوكيات الطلبة، ومنها ظاهرة «التنمر». ويذكر أن «التنمر» مشكلة تعاني منها مدارس التعليم العام حتى في الدول الكبرى مثل بريطانيا، إذ يعرف بBullying، وتسبب في نهاية مؤلمة لضحاياه الذين يضطر بعضهم إلى ترك السياسة وحتى الإقدام على الانتحار. ( للمزيد) وقال المصدر إن الظاهرة تعتبر أحد أوجه المضايقات التي يرتكبها المسيء الذي يمتلك قوة بدنية أو اجتماعية وهيمنة أكثر من الضحية. وأيد متخصصون خطوة الوزارة في التصدي لهذه الظاهرة، مؤكدين أن الطلاب الأكثر تعرضاً لهذه السلوكيات هم أصحاب البنية الضعيفة أو الأكثر بدانة أو من ليست لديهم قدرات واضحة والمنعزلون اجتماعياً، والخجولون أو من يسهل استفزازهم. وقد يكون «التنمر» لفظياً، بتوجيه التهديدات أو الاستهزاء والتحقير، أو جسدياً من طريق الاحتكاك والضرب والإيذاء البدني. ورصدت «الحياة» لائحة السلوك والمواظبة التي عدلتها وزارة التربية والتعليم حديثاً. وتصنف اللائحة «التنمر» ضمن مخالفات الدرجة الرابعة التي توجب المعاقبة بإجراءات حاسمة يجب الأخذ بها من مديري المدارس. وأشارت «التربية» إلى أن من الإجراءات الواجب اتباعها إشعار ولي أمر الطالب المخالف خطياً بالمخالفة وأخذ تعهد على الطالب، وحمله على الاعتذار ممن أساء إليهم، مع إصلاح ما أتلفه، أو إحضار بديل عنه، ومصادرة ما بحوزة الطالب المخالف.