أثار تسلل ظاهرة «التنمر» بين طلاب التعليم العام أخيراً - ولا سيما بين طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية - إلى إدراج وزارة التربية والتعليم الظاهرة ضمن المخالفات السلوكية، وتحديد عقوبات متنوعة تصل إلى حد حرمان الطالب لمدة شهر، أو نقله إلى مدرسة أخرى. وأبلغ مصدر تربوي موثوق به ل«الحياة» مطالبة وزارة التربية والتعليم بتعزيز الرقابة على سلوكيات الطلبة من مديري المدارس، منها ظاهرة «التنمر». وقال المصدر إن الظاهرة تعتبر أحد أوجه المضايقات التي يرتكبها المسيء الذي يمتلك قوة بدنية أو اجتماعية وهيمنة أكثر من الضحية. وأيد متخصصون خطوة الوزارة في التصدي لهذه الظاهرة، مؤكدين أن الطلاب الأكثر تعرضاً لهذه السلوكيات هم أصحاب البنية الجسمية الضعيفة أو الأكثر بدانة أو من ليست لديهم قدرات في شكل واضح والمنعزلون اجتماعياً، والخجولون أو من يسهل استفزازهم، وقد يكون لفظياً بتوجيه التهديدات أو الاستهزاء والتحقير، أو جسدياً عن طريق الاحتكاك والضرب والإيذاء البدني. ورصدت «الحياة» لائحة السلوك والمواظبة التي عدلتها وزارة التربية والتعليم حديثاً، إذ صنفت الوزارة «التنمر» ضمن مخالفات الدرجة الرابعة التي يستوجب المعاقبة عليها بإجراءات حاسمة يجب الأخذ بها من مديري المدارس. وبينت «التربية» أن من الإجراءات الواجب اتباعها هو إشعار ولي أمر الطالب خطياً بالمخالفة وأخذ تعهد على الطالب والاعتذار ممن أساء إليهم مع إصلاح ما أتلفه الطالب أو إحضار بديل عنه ومصادرة ما بحوزة الطالب المخالف وإعادته إلى ولي الأمر إذا لم يكن جهازاً مرتبطاً بالقضية ويعد محضر بذلك. ووجهت الوزارة مديري المدارس بحسم 10 درجات من سلوك الطالب المخالف مع تمكينه من فرص التعويض لتعديل سلوكه ولتعويض الدرجات المحسومة. فيما شددت الوزارة على ضرورة نقل الطلاب «المتنمرين» إلى وحدات الخدمات الإرشادية، ومتابعتهم من المرشد الطلابي في المدرسة وتقديم الخدمات الإرشادية والتربوية المناسبة لحالتهم. وكانت وزارة التربية والتعليم استهلت العام الدراسي الحالي بتطبيق قواعد السلوك والمواظبة لطلاب وطالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية التي تم إقرارها للارتقاء بالسلوك الإيجابي وتعزيزه والحد من السلوك السلبي وتقويمه. وصنفت اللائحة درجات المخالفات السلوكية من الدرجة الأولى إلى الدرجة السادسة لتسهم في الانضباط في المدارس بين الطلاب والطالبات في المرحلتين المتوسطة والثانوية. ما هو التنمر ؟ يعتبر التنمر شكلاً من أشكال الإساءة والإيذاء موجه من فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة تكون أضعف في الغالب جسدياً، ويمكن أن يكون التنمر عن طريق التحرش الفعلي والاعتداء البدني أو غيرها من أساليب الإكراه الأكثر دهاء مثل التلاعب، وعادة ما يستخدم التنمر في إجبار الآخرين من طريق الخوف أو التهديد. ومن الممكن الحد من التنمر بتعليم الأطفال المهارات الاجتماعية للتفاعل الناجح مع العالم، ما يساعدهم في أن يكونوا أشخاصاً منتجين عندما يتعاملون مع بعض الناس المزعجين، وهناك أسباب كثيرة لذلك، أحدها أن المتنمرين أنفسهم كانوا ضحية التنمر، مثل الطفل المتنمر الذي يساء إليه في المنزل، أو المتنمرين البالغين الذين تعرضوا للإساءة من زملائهم.