اتفقت السلطة والمعارضة في مولدافيا أمس، على إعادة فرز الأصوات في الانتخابات الاشتراعية التي أُجريت الأحد الماضي وأسفرت عن فوز الشيوعيين، بعدما اقتحم متظاهرون من المعارضة مكاتب الرئاسة ومبنى البرلمان، احتجاجاً على النتائج التي اعتبروها مزورة. وكان الحزب الشيوعي المولدافي فاز بنحو 61 في المئة من مجموع الأصوات، ما يتيح له الحصول على غالبية مطلقة في البرلمان في الجمهورية السوفياتية السابقة، فيما حصلت أحزاب المعارضة الثلاثة مجتمعة على 35 في المئة. واعتبرت «منظمة الأمن والتعاون في أوروبا» ان الانتخابات كانت عموماً مطابقة للمعايير الدولية. (راجع صفحة 8) لكن دورين شيرتواكا أحد قادة المعارضة، رئيس بلدية العاصمة المولدافية تشيسيناو قال: «طالبنا بتدخل المنظمات الدولية ودعونا الى عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات». وأضاف شيرتواكا، وهو نائب رئيس «الحزب الليبرالي» المعارض: «ستستمر التظاهرات حتى تحديد موعد لانتخابات جديدة»، مشدداً على حصول تزوير في الاقتراع. واقتحم المتظاهرون ومعظمهم من الشبان، مقري البرلمان والرئاسة حيث رفعوا العلم الروماني عند مدخليهما، وهم يهتفون «فلتسقط الشيوعية» و»نريد ان نكون في أوروبا» و»نحن رومانيون». وحمل بعضهم لافتة كتب عليها «نفضل الموت على ان نكون شيوعيين». وأدت مواجهات بين المتظاهرين وقوات أمن الى جرح ثلاثين شخصاً، في مشهد ذكّر بثورات ملونة أخرى أطاحت النظام الحاكم في أوكرانيا العام 2004 وجورجيا العام 2005. وفي ما بدا محاولة لإجهاض بوادر «الثورة الملونة الجديدة» في الفضاء السوفياتي السابق، نقلت وكالة انباء «ريا نوفوستي» الروسية عن مسؤول في مكتب الرئاسة المولدافية ان السلطات اتفقت مع قادة المعارضة على إعادة فرز الأصوات في الانتخابات. وكان نائب قال إن قادة الأحزاب الليبرالية الثلاثة التي فازت بمقاعد في الانتخابات، أجروا محادثات مع الرئيس فلاديمير فورونين ورئيس الوزراء زينايدا غريسياني. وفي وقت سابق أمس، اعتبر فورونين ان المتظاهرين يريدون «زعزعة استقرار» مولدافيا، مؤكداً أنه لا يرى مبرراً لإعادة النظر في نتائج الانتخابات. ودعا المتظاهرين الى إنهاء «حفلة العربدة»، وزاد: «أكد جميع المراقبين الذين تابعوا عملية التصويت، أن الانتخابات أجريت من دون مخالفات أو انتهاكات، لذلك لا مبرر لهذه الاحتجاجات». كما تحدث المسؤول في الحزب الشيوعي مارك تكاتشوك عن «محاولة انقلاب». ويحكم الحزب الشيوعي المولدافي البلاد، الأفقر في أوروبا، منذ ثماني سنوات، وكان أول حزب شيوعي يعود الى السلطة بعد تفكك الاتحاد السوفياتي. وتولى الشيوعيون الحكم بناءً على برنامج موالٍ لروسيا، لكنهم قاموا بتحول جذري عام 2005 في اتجاه الاتحاد الأوروبي، آملين بالإفادة من مساعدة اقتصادية للبلاد.