أكد عدد من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم امس في بروكسل أن إمكانية توقيع اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي ستظل متاحة لأوكرانيا. وقال وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله: "باب الاتحاد الأوروبي سيظل مفتوحا أمام أوكرانيا". ومن جانبه قال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ: "ينبغي لأوكرانيا أن تتخذ قرارها بدون ضغط من الخارج". وكان المفوض الأوروبي المختص بالتوسع وسياسة الجوار ، شتيفان فوله ، ذكر أول أمس الأحد عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن المفوضية تعتزم إجراء مناقشات جديدة مع أوكرانيا عندما يكون هناك التزام واضح بالتوقيع على اتفاقية شراكة. في هذه الأثناء أعربت روسيا امس عن استعدادها لتقديم قرض جديد إلى أوكرانيا. وذكرت وكالة "ايتار- تاس" الروسية للأنباء أن أندري بيلوسوف كبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال ان بلاده ستقدم القرض، إذا "ما طلب". وقال رئيس الوزراء الاوكراني نيكولاي أزاروف الأحد إن بلاده تأمل في الحصول على الغاز بسعر أرخص من روسيا، ورفع مزيد من الحواجز التجارية مع جارتها الشرقية، وذلك في محادثات رفيعة المستوى مقررة في موسكو اليوم الثلاثاء. ورغم ذلك، أكد أزاروف أن بلاده ستواصل السعي لمزيد من التكامل مع الاتحاد الأوروبي، كما أنها تتحرك نحو الاتحاد الجمركي الذي تقوده روسيا. وفي كييف طالب نواب حزب المناطق الحاكم في اوكرانيا امس رئيس الوزراء ميكولا ازاروف بتعديلات وزارية كبيرة في الحكومة بسبب الازمة السياسية الخطيرة التي تشهدها البلاد منذ اكثر من ثلاثة اسابيع. وقالت النائبة انا غيرمان امس في ختام لقاء بين عدد من النواب ورئيس الوزراء "طلبنا من ازاروف تعديلا يشمل 90% من الحكومة". وتابعت ان "ازاروف قال انه سيبلغ الرئيس بموقف الكتلة البرلمانية وسيتم استخلاص العبر" مشيرة الى ان النواب لم يطلبوا استقالة رئيس الوزراء. وتواجه السلطات الاوكرانية ازمة سياسية كبرى منذ ان رفض الرئيس فيكتور يانوكوفيتش في نهاية نوفمبر توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي كان مقرراً منذ زمن طويل، لحساب التقارب مع روسيا. وحمل هذا القرار مئات الاف الاوكرانيين المؤيدين لاوروبا الى النزول الى الشارع في حركة احتجاجية مستمرة منذ اكثر من ثلاثة اسابيع. وفيما تؤكد السلطات الاوكرانية انها لم تتخل نهائيا عن ابرام اتفاق الشراكة هذا، رأى يانوكوفيتش الجمعة خلال مفاوضات مع المعارضة ان الاتفاق اعد بشكل يخالف المصالح الوطنية وانه سيتم ابعاد المسؤولين الاوكرانيين عن هذه المفاوضات.