استعانت أطراف النزاع في دولة جنوب السودان بمجموعة من قيادات الحزب الحاكم لصوغ مشروع توافقي بين الرئيس سلفاكير ميارديت وزعيم المتمردين رياك مشار لإبعاد شبح التدخل الدولي بعد فشل الهيئة الحكومية للتنمية في دول شرق أفريقيا «إيغاد» في التوصل الى اتفاق سلام ينهي الحرب الأهلية. وكلّف سلفاكير ووفد المتمردين برئاسة تعبان دينغ «مجموعة المعتقلين» من قيادات الحزب الحاكم بزعامة الأمين العام للحزب السابق باقان أموم خلال لقاء جمعهما في العامة الأوغندية كمبالا بإعداد مشروع لإنهاء الحرب بناءً على محادثات أديس أبابا بين النظام في جوبا والمعارضة المسلّحة بقيادة مشار. وينتظر أن يُطرَح مشروع التسوية خلال جلسات المحادثات بين اطراف النزاع المتوقع استئنافها نهاية الشهر الجاري في أديس أبابا، ليشكّل أساساً لاتفاق السلام. والتزم الرئيس الجنوبي تنفيذ الاتفاق «طالما سيحقق السلام والوحدة في البلاد». الى ذلك أنكر المتمردون في دولة جنوب السودان أن تكون مطالبتهم بإلغاء منصب نائب الرئيس من الحكومة الانتقالية واستحداث منصب رئيس وزراء، ليشغله مشار، محاولة لإزاحة نائب الرئيس الحالي جيمس وانى ايغا. وأعلن إيغا أنه لن يقبل بأن يُزاح من منصبه من قبل مشار، موضحاً أن الأخير كان أزاحه من منصبه كمستشار لرئيس الحزب الحاكم خلال عملية الدمج بين قوات مشار والفصائل التابعة لزعيم الحزب الراحل جون قرنق في عام 2002. وقال الناطق باسم المتمردين جيمس غديت أمس إن إيغا لم يكن يوماً في منصب أعلى من مشار ليبعده عنه ويحل محله، مؤكداً عدم وجود مشكلة بين القائدين. وأشار إلى أن التسلسل الهرمي في الحركة الشعبية فقط يوضح أن جون قرنق وسلفاكير فقط يحتلان مركزَين أعلى من مشار منذ إنشاء حركة التمرد في عام 1983. وفي سياق آخر، أعلن نائب رئيس البعثة الديبلوماسية في سفارة جنوب السودان في إثيوبيا، ديفيد دانغ كونغ انشقاقه عن الحكومة وانضمامه إلى حركة التمرد، وذلك بعد أن طلبت منه وزارة الخارجية العودة إلى جوبا خلال 72 ساعة إثر معلومات عن تعاونه مع المتمردين. واتهم كونغ الحكومة بخلق مناخ من الخوف لحمل الديبلوماسيين من أبناء قبيلة النوير التي يتحدر منها مشار التخلي عن مناصبهم واستبدالهم بموالين لسلفاكير، مشيراً إلى حوادث مماثلة في بعثات الجنوب في نيويورك والصين وكينيا وجنوب أفريقيا وإريتريا وإثيوبيا.