على رغم فترات الدوام الرسمية والانخفاض الحاد في درجات الحرارة، يعيش أهالي منطقة تبوك حالات نادرة من التنزه مع تساقط الثلوج على مرتفعات جبال اللوز وعلقان، ليحولها الأطفال والمتنزهون إلى كرات وأشكال من الثلج في المناطق التي كساها الزائر الأبيض. فعلى رغم أن درجة الحرارة لامست الصفر لم يفضل عدد كبير من المواطنين التزام بيوتهم تفادياً لموجات البرد والثلوج التي تجتاح شمال المملكة، واختار آخرون قضاء عطلة نهاية الأسبوع في جبل اللوز (180 كيلومتراً شمال مدينة تبوك) للتمتع بمنظر الثلوج. وشوهدت العائلات والأطفال برفقة ذويهم يتقافزون بين زخات المطر وتساقط الثلوج غير آبهين بخطورة المكان والمنعطفات الحادة ووعورة الطريق الموصل إلى جبل اللوز المفتقر إلى أبسط الخدمات. وتفاوت المتنزهون في طريقة استمتاعهم بالأجواء الشتوية النادرة فمنهم من قام بغلي الشاي والجلوس مع أصدقائه وآخرون فضلوا اللعب مع أبنائهم لعلهم يخففون برودة أجسامهم. وقال أحد المتنزهين محمد البلوي إنه يحضر كل عام للمكان نفسه بصحبة أطفاله للاستمتاع بمناظر الثلوج، مشيراً إلى أن الأطفال يلعبون ويلهون ويصنعون دمى من الثلوج. وأضاف: «الثلوج كثيفة جداً في العام الحالي في المناطق الوعرة المفتقرة إلى الخدمات على رغم إمكان الاستفادة منها سياحياً»، داعياً الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى الاهتمام بالأماكن الصالحة للسياحة لاستغلالها في تنشيط السياحة الداخلية. فيما جلس مسلم العطوي بعيداً عن جبل اللوز لما يشهده من كثافة واكتظاظ للعائلات والمتنزهين على رغم وعورة المكان، لافتاً إلى أنه ذهب إلى «عقان» برفقة أصحابه لمشاهدة الثلوج، مشيراً إلى أن الأجواء تستثمر في دول العالم لتنشيط ما يعرف باسم السياحة الشتوية أو سياحة المواسم. أما محمد العمراني الذي خرج بأسرته إلى جبال الزيته، فضل كذلك البعد عن الازدحام، وقال: «خرجت بأسرتي وأطفالي لإفساح المجال لهم اللعب بالثلج وصناعة أشكال وكرات وسط فرحة من الجميع ولحظات سعيدة عاشها أبنائي ترسخ في ذكرياتهم.